كيف اكتب نصا مسرحيا؟.. ( الحلقة 1) 

الرئيسية | أدب وفن | 10 يوليو 2023 06:26 م
صالح الصالح

صالح الصالح

حشد نت- كتب/ صالح الصالح *

قبل البدء بكتابة النص عليك الأخذ بالملاحظات الآتية:

الإحاطة بالمصطلحات اللازمة: 

لا بدّ لك من الإحاطة بالمصطلحات الأساسية في هذا المجال، مثل:

 البناء المسرحي، المونولوج، الصراع الداخلي الصراع الخارجي الزمان المكان العلاقات المتشابكة .. إلخ

 من المصطلحات، ويكون ذلك بالقراءة أو التدرب في ورش عمل مسرحية .

قراءة العديد من المسرحيات:

 على الكاتب الذي يبحث عن كتابة حوار متميّز قراءة الكثير من نصوص المسرحيات العالمية ومشاهدتها 

إن أمكن ، لأخذ فكرة عن طبيعة الحوار المستخدم، وكيفية توظيفه لتحقيق فكرة ما، ومن أشهر المسرحيات العالمية هاملت، والملك لير، و عطيل ، ماكبث ،أوديب و اهل الكهف و اندروماك و سبعة ضد طيبة .... وغيرها .

 

اختيار الموضوع:

 عليك أن تحدّد نوع النص المسرحي الذي تريد تقديمه أهو تراجيدي، أم كوميدي، ام مونودراما ، وموضوع المسرحية، بالإضافة إلى تحديد الفكرة التي تريد إيصالها، وطريقة تطوّر الأحداث فيها.

 

تصوّر الحبكة: 

في تصوّر الحبكة يكمن ترتيب الأحداث ومخطط سيرها، وعليها يعتمد نجاح النص المسرحي، وللحبكة نوعان: أوّلهما تدفع فيه القصة الشخصيات من مشهد إلى آخر، أمّا الثاني: فيتم فيها التركيز على شخصيّة رئيسية هي التي توجّه أحداث القصة.

 

تحديد الشخصيّات:

 تتطلّب كتابة النص المسرحي منك تحديد الشخصيات الرئيسية والثانوية في المسرحية، وطبيعة العلاقات بينها، لا سيما تلك التي تتعارض فيما بينها حيث يخلق هذا النوع من الصراع المحسوب تشويقاً، واهتماماً من الجمهور بمصير الشخصيّة الرئيسية.

 

البحث عن النصيحة:

 من الضروري الاستماع إلى مَن خاضوا تجربة الكتابة من الهواة والخبراء قبل الكتابة

 

عند البدء بكتابة النصّ: 

تولد بذرة النص المسرحي بعد أن يقرّر الكاتب القصة التي سيحكيها، ويتخيّل أحداث العالم الذي يريد أن يعكسه، وشخصياته بما في ذلك من حوار بين الشخصيات، ويمكن الاستعانة في هذه المرحلة بما يسمعه الشخص من جمل في حياته الواقعية، أو فيما يشاهده من أفلام، او يقرأه في أعمال أدبيّة قد تساعده على الإبداع في أسلوب حواري خاص به، فلتبدأ الآن بإسقاط كل ما سبق كتابياً بشكل تلقائي وتفصيلي دون تكلّف على الورق، ويكون ذلك باتّباع الآتي: 

 

وضع مخطط مسرحي يشتمل على:

هيكلة المسرحية ويعني ذلك بنية المسرحية، أيريدها الكاتب بنية بسيطة في مشاهدها مكونة من فصل واحد، أم متوسطة التعقيد تتكوّن من فصلين بينهما استراحة، أم ثلاثة فصول.

عدد المشاهد فيها، والحدث الأساسي في كل مشهد مسرحي.

(الثيمات ) الخاص في المسرحية ككل، فليس من المنطق مثلاً تصوير مسرحية تاريخية بديكورات مدنيّة حديثة، كما يجب اختيار ما يناسب كل مشهد من ديكورات، مع الأخذ بعين الاعتبار كيفية تغيير الديكورات بين مشهد وآخر عند اللزوم، والوقت المناسب لذلك.

 

متى سيتم تقديم الشخصيّات الهامة؟

كتابة المخطط المسرحي بشكل تفصيلي يتضمّن:

القصة: ابدأ بكتابة المشاهد، واحرص على تحديد زمن وقوع الأحداث من خلال الأزياء، أو الديكورات، أو غيرها، وأبرز أي شيء تريد توضيحه في بداية المشاهد، ثمّ اعكس ردود أفعال الشخصيات، وطريقة تفاعلها مع الأحداث حدثاً تلو الآخر بمشاهد متسلسلة مع وصف كل مشهد وصفاً حركياً مثل: 

(البطل الغضوب المتعصب السريع الكلام سريع الفعل )، أو ( البطل يكسر عصى بتوتر أو يضرب على شئ بدون شعور ) وذكر اتجاهات حركة الشخصيات، وتحديد الشخصية صاحبة الحوار بداية من أول المشاهد وحتى نهايتها، وتأكّد من أنّ كل مشهد يقود للمشهد الذي يليه وفق منحنى سردي واضح.

 

تصاعد الوتيرة أو الايقاع :  

احرص على إظهار المزيد من التحديات، والعقبات أمام الشخصيات لتعميق الصراع، والوصول إلى ذروة الأحداث.

 

إيجاد الحل أو الذروة والخاتمة : 

 الذروة هي مرحلة تتوضع في منتصف المسرحية أو بعد المنتصف حين يصل التصاعد الدرامي إلى أوجه ويتعقد، وتليها مرحلة الهبوط باتجاه الحلّ في الخاتمة

. وغالبًا ما تُعبر الأزمة عن الحَدّ الأقصى للتوثر وتُعقد خُيوط الحبكة ، لذلك تسبق نُقطة الانعطاف في المسرحية وتُؤدّي إلى خلق عُنصر التشويق ، وتوليد التأثر الانفعالي لدى المُتفرّج . و مفهوم الذروة قريب جدا من مفهوم العقدة ويتطابق معها مرحليًّا في بعض الأحيان .

 في هذه المرحلة اجعل الشخصيات تبدأ بالتغلّب على مشاكلها، أو التعايش معها، فهو الوقت الذي يقلّ فيه التوتر وتبدأ الأمور بالاستقرار.

بعد الانتهاء من كتابة النص المسرحي عليك القيام بما يأتي:

 

تحرير النص وإعادة كتابته: 

كن على دراية بأنّ النص المسرحي الجيد لا يكون وليد المرة الأولى، لذا يلزمك بعد الانتهاء من كتابة النص إعادة قراءته ،حيث تتيح لك هذه القراءة تعديله بتوسعة بعض المشاهد أو حذف بعضها إن لزم، واستبدال بعض الجمل الحوارية الضعيفة، واستبعاد الجمل التي تبدو مكررة، ومألوفة جداً في الأعمال الدراميّة الأخرى، أو تعميق الصراع، أو غير ذلك.

 

الصفاء الذهني : 

من الأمور التي يجب عليك فعلها بعد الانتهاء من كتابة النص تركه دون النظر إليه لمدة يوم أو اثنين، حيث ستبدو الأشياء بشكل مختلف بعد هذه الفترة من تصفية الذهن، ممّا سيتيح لك التعديل عليه بالحذف، أو الزيادة وفقاً لما يخدم نصّك.

 

تنسيق الحوار: 

يجب عليك تنسيق الحوار بطريقة مرتبة تسهّل على مَن يريد قراءته ذلك، ويكون هذا باستخدام أحد البرامج الموجودة لهذه الغاية.

 

أخذ الرأي والمشورة :

 إعطاء ما كتبته إلى شخص تثق به من أصحاب الخبرة لأخذ رأي أصحاب التخصّص، أو من أصحابك للاستماع إلى رأي مشاهد عادي، والأخذ ببعض الملاحظات إن تبيّن أنّها ستساهم في تطوير نصّك المسرحي.

 

إجراء تعديل نهائي على الحوار .

يلزمك بعد كلّ ما سبق تعديل الحوار مرة أخيرة للوصول إلى نسخة ستكون هي الصورة النهائية للنص المسرحي.

 

ملامح الحوار الناجح: 

الحوار أحد أهم العناصر الموجودة في النص المسرحي، وبه يتأثّر نجاحه من عدمه، فمن سمات الحوار الناجح ما يأتي:

التلقائيّة: الحوار الناجح في النص المسرحي هو حوار تلقائي، وغير متكلّف.

منح الخصوصية: الحوار الناجح يعطي كل شخصيّة سماتها الخاصة، ممّا يمنحها تفرّداًً يلمسه الجمهور، فاختصاص بعض الشخصيات بقول كلمات، أو تراكيب معينة يمنحها طابعاً خاصاً.

 

استخدام اللغة غير المباشرة:

 إذ تبدو فكرة استخدام اللغة المباشرة في كل فصول المسرحية وأحداثها أمراً مملاً يفقدها التشويق، أمّا إعطاء الحوار أبعاداً رمزية أخرى في بعض أجزائها، فيبدو فكرة جيدة لإثارة ذهن الجمهور، وإخراجه عن المألوف.

التعبير المناسب عن الانفعالات: الحوار الناجح قلّما تعبّر فيه الشخصيات عن انفعالاتها بالصراخ، بل بطريقة تتناسب مع طبيعة الشخصية، مثل أن تعبّر يعبر مقاتل عن مشاعره ببعثرة أدواته.

 

تفعيل الحوارات الجانبيّة: 

الحوار الناجح يحتوي على بعض الجمل الجانبية التي تعطيه مسحة من الواقعية، فليس من المنطق أن تتحدّث الشخصيات في صلب الموضوع طوال الوقت.

 

صفات الكاتب الدرامي الناجح: 

 صفات الكاتب الدرامي سواء كان كاتب مسرحي أو تلفزيوني أو سينمائي : 

اولا : يجيب أن يتمتع الكاتب بخيال خصب ومرن و متعدد ، لان هذا العنصر هو اساس ما يسمى بالخلق الإبداعي ويقصد به خلق الأحداث وأماكنها و الأشخاص وابتكار الظرف والزمان والمكان الذي وضع فيه شخصياته وكيف استطاع من خلال ذلك تطوير تلك الشخصيات و تنامي الحدث مع الحفاظ على الإيقاع المتزن حتى يصل إلى الذروة وقمة التشويق مما يجعل المشاهد متعلق بماذا بعد ؟ وماذا سيكون ؟ وكيف ستحل الامور؟ ومن سيفوز ؟ وكيف يكون ذلك ؟ وهذه تسمى عملية إرباك المشاهد ثم تأتي مرحلة ظهور الامل مع الاحتفاظ بعنصر المفآجئة و بعدها الانفراج وحل العقدة ...وهذا لا يملكه الا شخص ذا خيال واسع .

ثانيا: أن يكون لدى الكاتب ثروة لفظية كبيرة عامية وفصحى حتى يستطيع الوصف بدقة للمشاهد والشخصيات ووضع الحوارات المتماسكة لفظا ومعنى .

ثالثا: يجيب أن يكون الكاتب حساس الى درجه تميزه عن غيره لكي يستطيع أن يعبر عن احساس جميع شخصيات عمله السوية منها والمتناقضه و الواضحة والغامضة، لكي يستطيع بناءها بناء صحيح. 

كما يجيب أن يكون سريع البديهة ملهم الفكر .

رابعا : أن يكون لدى الكاتب القدرة على التنوع في الكتابة المختلفة ولا يلتزم بنمط معين و يكرر نفسة .

خامسا: الكاتب مثقف ثقافة عالية متنوعة و في مجالات متعدده فهو يفهم عن الأمن والقضاء والطب والدين والفلسفة وعلم النفس واللهجات والتجارة والمهن الأخرى ، بمعنى أن يكون ملم بما يدور في مجتمعة من نشاطات واحداث واختراعات و مشاكل و ظواهر و مستجدات .

خامسا : أن يكون لدى الكاتب نوع من العلم بفن التمثيل والإخراج و أدواته .

سادسا: أن يكون لديه معرفة بتقنية الكتابة فكتابة المسرحية تختلف عن المسلسل تختلف عن الفيلم السينمائي .

سابعا : يكون الكاتب مطلع على الكتابات المسرحية العالمية من نشأة ال زيدان مسرحية حتى تبلورها في عدة صور وظهور المدارس الأدبية المسرحية . 

ثامنا : القدرة على تحليل النص المسرحي وتفكيك رموزه ووضع الاحتمالات الممكنة المؤدية إلى استيعاب النص.

 

مراجع هامة في فن الكاتبة : 

 

١- كتاب علم المسرحية ، تأليف/ الارديس نيكول ، ترجمة /دريني خشبة . 

٢- كتاب فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية ، تأليف/ علي احمد باكثير . 

٣- كتاب " في الكتابة المسرحية "، تأليف / لايوس ايجري ، ترجمة / دريني خشبة . 

٤- اعمال علي احمد باكثير . 

٥- اعمال وليم شكسبير . 

٦- اعمال سعد الله ونوس . 

٧- موسوعة الالياذة ، تأليف / هوميروس . 

#الفن _حياة_سلسة_في_فن_الدراما

 

* مخرج يمني