زلزال رياضي يهز إب.. هبوط عنيد الأندية اليمنية إلى دوري الدرجة الثانية

الرئيسية | رياضة | 03 يناير 2024 04:43 م

زلزال رياضي يهز إب.. هبوط عنيد الأندية اليمنية إلى دوري الدرجة الثانية

حشد نت:

مع إطلاقة الحكم الدولي "أمين ردمان" صافرة نهاية مباراة شعب إب وشعب حضرموت في المواجهة المصيرية لعنيد اللواء الأخضر، مساء الإثنين، بفوز نوارس حضرموت بهدفين لهدف، كان الوسط الرياضي أمام صدمة كبيرة، هبوط النادي العريق إلى دوري الدرجة الثانية، وهنا ارتفعت أصوات جماهير في مدرجات نادي وحدة صنعاء غاضبة تطالب برحيل ومحاسبة إدارة النادي.

نادي شعب إب، واحد من أعرق وأكبر الأندية اليمنية، وله سجل رياضي وتاريخ حافل بالألقاب، كما قدم للملاعب الرياضية اليمنية والمنتخبات الوطنية العديد من النجوم على مدى العقود الماضية، غير أن تاريخ النادي تراجع خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت ومثير لكل من يعرف النادي أو له ارتباط به تشجيعا ومتابعة واهتمام.

تخلى عنيد اللواء الأخضر عن أبرز سماته خلال العقود الماضية، إذ لم يأت إطلاق لقب "العنيد" عليه من فراغ، بل لما عرف عنه من عناد يقلب تأخره إلى فوز أو تعادل في أضعف حالاته، ولا يعرف الخسارة إلا في القليل من تلك المواجهات.

سبق لشعب إب أن حقق بطولة الدوري اليمني خمس مرات، ثلاث منها بعد الوحدة (2002، 2003) و (2003ـ 2004) و(2011 – 2012) واثنتين قبلها، وبينهما صال وجال في ميادين كرة القدم ووصل منصات التتويج بطلا محملاً بالإنجازات.

جماهير العنيد الغاضبة، حملت إدارة النادي التي يرأسها عبدالواحد صلاح المعين من قبل المليشيا محافظا لمحافظة إب، المسؤولية في هبوط النادي وتراجعه من المنافسة على الألقاب والبطولات للهروب من شبح الهبوط كما حدث العام الماضي، وصولا إلى هبوطه رسميا الموسم الحالي، مطالبين بإقالة ومحاسبة تلك الإدارة لفشلها الذريع في المهام الموكلة لها والتلاعب بممتلكات وأموال النادي الأغنى من بين الفرق اليمنية.

المحلل والكاتب الرياضي الأبرز في اليمن محمد العولقي كتب مرثية شبّه فيها ما جرى بزلزال ضرب محافظة إب وقال إن ما حدث "كارثة يصعب احتواء تبعاتها خصوصا وأن هذا النادي يعد منبع للنجوم اليمنية ورافدا مهما لملاعب كرة القدم".

وقال العولقي في حسابه على منصة فيسبوك: "إب بحلتها دائمة الخضرة والاخضرار ترتدي ملابس الحداد.. هبوط الشعب بكل هذه القتامة وبكل هذه اللامبالاة، موت سريري لنابولي اليمن، وكارثة مدوية يصعب احتواء توابعها، شيء ما انكسر، شيء ما ولى وذهب، شيء ما أتلف فرشاة الرسام في لحظة طيش".

وخاطب العولقي اتحاد كرة القدم منظم البطولة الكروية في اليمن بقوله: "هيا يا اتحاد كرة قدم، مفلس فنيا، هذه عجينة عنادكم ردت إليكم، لكن ثمن هذا العجين باهظ بحق، وللأسف ان شعب إب دفع الفاتورة دون أن يدري، تأكدوا من هذا الزلزال الذي ضرب إب عن بكرة ابيها و أمها".

ووصف العولقي شعب إب بالقول: "عزيز القوم، عنيد الملاعب، عتيد المتاعب، سيد المناقب، يسقط من حالق دوري عبثي لا كرامة فيه لنبي في قومه، أبكاني هبوط الشعب، لأنه عندما يتوارى فهذا دليل على أن كرة القدم الجميلة بلغت أعلى درجات الاحتضار، هبوط مرير لا تنفع معه المهدئات ولا المبررات، والأسباب واضحة والجناة أيضا أكثر وضوحا من المروج الخضراء".

وأشار إلى أن شعب إب كان واضحا "معاناته منذ ثلاث سنوات يعاني من جلطات صغيرة، ومع كل جلطة تستخدم الإدارة المهدئات دون أن تفتش عن السبب، الجلطات الصغيرة تراكمت وتفاقمت إلى أن أحدثت ذبحة صدرية ألقت بالشعب إلى غياهب غيبوبة شاملة بلا قرار".

ولفت العولقي إلى أن إدارة شعب إب تتحمل المسؤولية فيما جرى، وقال: "على إدارة العنيد التي جلست تتفرج على طبختها المحروقة ومسلسل حرق الأعصاب أن تعترف بأن ما حدث فوق طاقة احتمال اللاعبين، لأن الهبوط بصريح العبارة يشير إلى خلل في الأمانة ونزيف حاد في المسؤولية الإدارية، وأخطاء وعلل مزمنة لا يمكن إغفالها تحت تأثير الانفعال العاطفي، شعب إب هبط، ومعه هبطت بورصة الكرة اليمنية إلى الحضيض".

دعوات للتصحيح والاحتجاجات

كابتن وقائد العنيد خلال الفترة الذهبية للنادي إيهاب النزيلي علق على ما جرى بالقول: "حلت الكارثة وهبط الشعب النادي الأغنى في الجمهورية، وقع والوقوع بداية الاستفاقة. والتصحيح الآن مطلوب أكثر مما مضى، وبداية التصحيح يكون برحيل الإدارة الحالية للنادي مع كل التقدير لكل الأسماء المتواجدة!".

ودعا مهاجم شعب إب السابق إيهاب النزيلي، زملاءه اللاعبين ومحبي النادي وجمهور العنيد للوقوف الاحتجاجي يوم الثلاثاء، الساعة ١١ صباحا، أمام مقر النادي احتجاجا على ما حل بفريق شعب إب، مشددا على عدد من المطالب أبرزها "تقديم استقالة جماعية لمجلس الإدارة الحالي لا تستثني احدا من الأعضاء"، وتشكيل لجنة مؤقتة من إبناء النادي لحين الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية واختيار ادارة جديدة للنادي لتتولى اللجنة المؤقتة مهمة تنقيح أعضاء الجمعية العمومية وفق كشوفات آخر اجتماع انتخابي وإضافة الأعضاء الحاليين من لاعبي الألعاب المختلفة.

وأشار النزيلي إلى ضرورة تعهد "المجلس الاداري الجديد (قبل الانتخابات) بتقديم مشروع تكاملي يتضمن تطوير منظومة العمل في النادي وانتزاع حقوقه وأصوله المتنوعة للاستفادة منها وإعادة النظر في كافة العقود التجارية المبرمة مع النادي وتسخير كل تلك الأموال لخدمة إبناء النادي في مختلف الفئات السنية.

أموال طائلة لا يعرف مصيرها

الناشط "علي التويتي" أحد إبناء مديرية السدة، فقد أشار في تعليقه على هبوط نادي الشعب إلى نقطة مهمة تتمثل في التلاعب بإيرادات النادي، فالنادي لديه ممتلكات وإيرادات مالية كبيرة كما يقول، لكنه لا يعرف مصيرها، فيما يكابد لاعبو شعب إب الكثير من المعاناة لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية أو حصولهم على مبالغ بسيطة جدا لا تكفي متطلبات العيش الكريم.

وقال التويتي في حسابه على منصة فيسبوك: "ملعب الكبسي في مدينة إب كان يتخرج منه نجوم كبار، وتحته سوق كبير، ايجار المحلات تتبع نادي شعب إب كانت الإيرادات عام 2010 تصل لـ 80 مليون ريال من الايجارات فقط وما زال السوق شغال متسائلا: أين تذهب تلك الموارد؟ لماذا لم يتم إصلاح ملاعب النادي والمدينة؟ لماذا لم يهتموا بالمواهب ويرعوهم؟".

وأشار إلى أن "نادي شعب إب كان كرة قدم بكل الفئات، وكرة سلة، وكرة يد، كان نادي متكامل وكان ينافس بكل الفئات، الآن لم تستطيعوا رعاية كرة القدم فقط.. إب تعاني بكل المقاييس".

في خضم ذلك، دعا الصحفي الرياضي وابن محافظة إب عاصم النهمي إدارة النادي للرحيل متهما إياها بالفشل وإيصال النادي لدوري الدرجة الثانية.

وقال النهمي: "عار بحق إدارة شعب إب، هبوط فريق القدم الى دوري الدرجة الثانية، هبوط فريق السلة الى دوري الدرجة الثانية، فاشلين فاشلين، ارحلوا وارحموا جمهوركم".

الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين حمل إدارة النادي المسؤولية الأكبر في هبوط الفريق وذلك نتيجة استحواذ مليشيا الحوثي على النادي، وقال: "لم يكتفوا بتعيين صلاح رئيس فخري، بل عينوا أنور المتوكل ـ قيادي في المليشيا ـ نائبا هو ما يعرف الطبة (الكرة) من جهله، أرجله الثنتين يمين، وزادوا قفلوها بالشيش حين جابوا لهم نبيل المرتضى ـ قيادي في المليشيا ـ عضوا بمجلس الإدارة، كائن لزج وفضولي ويشتي يؤدلج المجتمع بكله لإرضاء أسياده مش الا النادي".

أما الإعلامي الرياضي "محمد العماري" فطالب إدارة شعب إب بـ "سرعة تقديم استقالتها احتراماً لتأريخ النادي وشعبيته، مالم فعلى كل شعباوي القيام بمهمة إقالتها ومحاسبتها، وعلى جميع (العميقين) والمنتفعين والأبواق وكذا المتصارعين على مصالح النادي مغادرة المشهد القادم وعدم التدخل في شئون النادي".

هبوط فريق كرة السلة

ليس فريق كرة القدم فقط، فقد سبقه فريق كرة السلة في النادي الذي هبط مطلع أكتوبر الماضي للدرجة الثانية، بعد أن تذيل ترتيب الدوري التصنيفي الذي أقامه الاتحاد اليمني لكرة السلة وانتهى يوم السابع من أكتوبر الماضي، بتتويج فريق وحدة صنعاء.

وخسر فريق شعب إب لكرة السلة العشر المواجهات التي لعبها في البطولة نتيجة مغادرة أبرز لاعبي الفريق ومحترفيه بسبب الصعوبات المالية التي يعاني منها لاعبو النادي خلال السنوات الأخيرة.

وتسيّد فريق السلة في نادي شعب إب اللعبة لسنوات عديدة على مستوى البلاد، على غرار فريق كرة القدم غير أن فشل الإدارة والسطو على أملاك النادي من قبل نافذين في مليشيا الحوثي، أدخل الفريق في أزمات مالية دفعته إلى الانهيار والهبوط الذي كان واضحا تأثيراته وتداعياته على كل الفئات والألعاب وصولا للفريق الأول بالنادي.

يذكر أن الهبوط لنادي شعب إب ليس الأول، إذ سبق أن هبط سابقاً عام 1984، و1994، وعاد بعد عام من هبوطه لدوري الدرجة الأولى، وهذا ما يجعل جماهير النادي ومحبيه يؤملون تصحيح أوضاع النادي وتعيين إدارة جديدة مرتبطة بالرياضة وتعمل من أجل النادي لاستعادة وضعه ومكانته التي عرف بها خلال السنوات والعقود الماضية.

*المصدر أونلاين