خبيران دوليان يجيبان.. لماذا لم تستهدف الضربات الأمريكية كبار قادة الحوثيين؟

الرئيسية | أخبار وتقارير | 14 فبراير 2024 10:23 م

حشد نت- تقرير:

كشف خبيران دوليان سر عدم استهداف القوات الامريكية والبريطانية في ضرباتها الجوية قيادات بارزة لمليشيا الحوثي، والاكتفاء بإعادة ضرب أهداف سبق واستهدفتها مقاتلات قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية خلال الثمان سنوات الماضية، ما يعني عدم الجدوى.

قال الخبير في الشؤون العسكرية والدفاعية، والضابط الإيراني المنشق، بابك تقوايي، إن "أحد الأسباب الرئيسية هو أنهم (الأمريكيون) لا يفعلون ذلك فقط لأنه لم يفقد أي من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية حياته في هجوم الحوثيين".

وأكد "تقوايي" أنه "إذا حدث ذلك (استهدفت مليشيا الحوثي قيادات عسكرية أمريكية في السفن والفرقاطات المنتشرة في البحر الأحمر) فمن المؤكد أنهم سيلاحقون بعض قادة الحوثيين".

جاء ذلك في تقرير نشرته وكالة "خبر" اليمنية مساء الثلاثاء، أجمع فيه عدد من الخبراء خلال حديثهم معها على عدم رغبة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على استهداف أي من قيادات مليشيا الحوثي في ظل استمرار الأخيرة بعدم استهداف أي من القيادات العسكرية للأولى.

ولجأت واشنطن إلى شن ضربات جوية على مواقع حوثية سبق واستهدفتها مقاتلات التحالف العربي خلال الثمان السنوات الماضية، ما يؤكد عدم الجدوى من هذه الضربات إلا من ناحية تحسين وجه الولايات المتحدة من جانب، ومن آخر اتخاذها ذريعة لنشر قواتها العسكرية في البحر الأحمر والاقتراب من الهيمنة على باب المندب، وتقديم المليشيا قوة على الأرض يمكن لذلك خلط أوراق المشاورات التي تجري في الرياض منذ نحو عام.

وتزيد هذه الرغبة أكثر مع إدراك واشنطن عدم رغبة طهران خوض حرب مباشرة ضدها، واكتفاءها باستخدام اذرعها في العراق واليمن وسوريا ولبنان واشرافها على العمليات العسكرية التي ينفذها الحوثيون في البحرين الأحمر والعربي.

الخبير الإيراني جيسون برودسكي، وهو مدير السياسات في منظمة متحدون ضد إيران النووية، وباحث غير مقيم في برنامج إيران التابع لمعهد الشرق الأوسط، يقول إن "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ينشر عناصره في اليمن، وعلى رأسهم عبد الرضا شهلائي، قائد كبير مقيم في صنعاء. وتوقعت قوة القدس اتخاذ إجراءات غربية، وقامت أيضا بنقل سفينة التجسس "بهشاد" التي كانت تنقل معلومات استخباراتية للحوثيين لتوجيههم في استهداف السفن في المياه الدولية. وقد أضعف هذا الأمر الأمن التشغيلي.

وأشار إلى أن هذا التحرك الأمريكي-البريطاني "يثير تساؤلات حول مدى فعالية الحملة العسكرية الأمريكية".

ويؤكد أن "الأمر لا يتعلق بالكمية، بل بنوعية الأهداف، وبالتحديد أهميتها بالنسبة للحوثيين والقيادة الإيرانية". في حين "تعتمد استراتيجية الدفاع الإيرانية على استخدام وكلاء وشركاء يمكن الاستغناء عنهم لردع أي هجوم على الأراضي الإيرانية من قبل الولايات المتحدة".

ويجزم أن "خامنئي سوف يقاتل حتى آخر حوثي" من أجل الحفاظ على بقاء نظامه قائما في طهران "لكنه يتجنب المخاطرة في استخدام قواته بشكل علني لأنه يعلم أن مثل هذا الصراع مع القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها من شأنه أن يخاطر بزعزعة استقرار نظامه".

كما أن سيل التسريبات -وخاصة من وسائل الإعلام البريطانية في الأيام الأخيرة- في الفترة التي سبقت الضربات، شجع الحوثيين والحرس الثوري الإيراني على نقل ترسانتهم من الأسلحة والأفراد الرئيسيين بعيدا.

ويؤكد برودسكي، أنه "من أجل ردع القيادة الإيرانية بشكل فعال، سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها ضرب أهداف لها قيمة بالنسبة للحكم الديني. وتشمل هذه قواعد الحرس الثوري الإيراني في إيران وقادة الحرس الثوري الإيراني في اليمن والمنطقة، وفقا لبرودسكي".

أما بالنسبة لليمن فيرى برودسكي أنه "يتوجب عليهم (الولايات المتحدة وحلفائها في التحالف الدولي) القضاء على أهداف حوثية عالية القيمة بدلا من استهداف مواقع استهدفها التحالف العربي مئات المرات على مدى اكثر من ثماني سنوات".

وحتى اللحظة لم يعلن أي من الجانبين مقتل قيادات رفيعة في صفوفه، أو تدمير قواعد عسكرية ذات أهمية بالغة، علاوة على ذلك تقوم أمريكا وبريطانيا قبل تنفيذ الضربات بساعات الاعلان عن استعدادها تنفيذ ضربات جوية على أهداف تخص الجماعات الموالية لإيران سوى في اليمن أو في العراق وسوريا ولبنان.

ومع كل إعلان (امريكي- بريطاني) تقوم تلك الجماعات بنقل منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى أماكن آمنة.