رحيل الفنان مسكين حيدرة عقب أيام من تكريمه

الرئيسية | أدب وفن | 11 يونيو 2024 05:37 م

حشد نت  - كتب / عبدالله البحري

ودعت محافظة أبين، جنوبي اليمن، الفنان القيادي مسكين علي حيدره، الذي وافاه الأجل، الأحد، بعد صراع مرير مع المرض بحضور عدد من المثقفين والأدباء والسياسيين والشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من المواطنين من محبي الفقيد.

والفنان مسكين من أبناء قرية الرواء في مديرية خنفر، وهو من الفنانين والشخصيات القيادية التي تحظى باحترام وتقدير أبناء مديريته والمحافظة بشكل عام. وله الكثير من الإسهامات الفنية التي برزت خلال مسيرته الممتدة لأكثر من 55 عاماً ليتم إعطاؤه لقب "فنان الشعب".

رحيل الفنان كان فاجعة للجميع، وعقب أيام فقط من إقامة مهرجان شعبي لتكريم الفنان مسكين علي حيدرة تقديرا لما قدمه من عطاء فني وإبداعي خلال السنوات الماضية. الحفل أقيم في مسقط رأس الفنان قرية الرواء، يوم الأربعاء الماضي 5 يونيو بحضور عمالقة الفن والموسيقى من أبين ولحج وعدن. وتم تكريم الفنان بالدروع والشهائد التقديرية وقدم له دعم مادي لمساعدته على السفر للخارج لاستكمال علاجه.

البداية الفنية

بدأ نشاطه الفني من المدرسة في المرحلة الابتدائية، انتقل لدراسة المرحلة المتوسطة في مدينة جعار، مما ساعد ذلك على انضمامه إلى فرقة يافع بني قاصد عام 1965م ومن ثم فرقة الريف الموسيقية. 

كانت البداية الفنية الحقيقية لفنان الشعب مسكين، من أغنية " لك الله يامسكين" من كلمات وألحان الفنان الكبير محمد محسن عطروش، وغناها فنان أبين في ذلك الزمن الجميل قبل أكثر من 45 عاماً، ولقيت صدى وتفاعلا كبيرا بين المواطنين. 

وكان أول عمل غنائي سجله للإذاعة من كلمات وألحان أحمد عمر اسكندر، اغنية: (آبا واحبيبي هكه محبتك) بعد الاستقلال سجل للإذاعة أغنية: (أهلا بك يا عيد الاستقلال)، ومن ابرز أغانيه: (مسكين قال لي حبيبي، المسيرة، وإذارية وعرضت في التلفزيون البلغاري).

شارك في كل المهرجانات الثقافية الوطنية حتى عام 1994م، شارك في المهرجان العالمي العاشر للشباب والطلاب برلين عام 1973م، ومهرجان بابل الخامس بالعراق عام 1993م، وشارك في الدورة التدريبية للصحفيين الشباب في بغداد عام 1992م.

وعلى مدار أكثر من 55 عاماً قدم الفنان عطاءات سخية من أجمل الأغاني الأبينية، كما قاد باقتدار مكتب الثقافة بمحافظة أبين بفرقه المختلفة الفنية والمسرحية التي قدمت اعمالا فنية بارزة وضمت فنانين مبدعين، وحلقت عاليا في سماء الوطن من خلال احيائها الكثير من الامسيات الفنية واحتفالات الاعياد الوطنية في كثير من المهرجانات الفنية داخل الوطن وخارجه. وحقق الفنان والفرقة الفنية التابعة لمكتب الثقافة في أبين نجاحات كبيرة كانت محل اشادة من وسائل الاعلام.

وجمع الفنان مسكين علي بين الثقافة والفن والسياسة، فإلى جانب كونه فناناً ومبدعاً عمل امينا عاما للمجلس المحلي مديرية خنفر في أول انتخابات محلية جرت في اليمن عقب تحقيق الوحدة اليمنية. هذا التنوع اكسب الفنان مسكين ثقافة واسعة، إلى جانب العلاقات المتينة والراسخة مع كثير من المثقفين والفنانين على امتداد الساحة اليمنية.

عاش مسكيناً ومات مسكيناً

أمس الأحد، 9 يونيو 2024، نعت محافظة أبين والشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية، رحيل الفنان مسكين علي حيدرة، مستذكرين الكثير من المواقف والمحطات التي مرت في حياة الفنان والتي كان لها أثر كبير في الحياة الفنية والسياسية على مدى السنوات الماضية.

وقالوا عنه إنه عاش مسكينا ومات مسكينا إلى جانب التحدث عن مواقفه الإنسانية تجاه الناس. وأضافوا أن الفنان مسكين شخصية نادرة جمع كل الخصال الإدارية والسياسية والاجتماعية والفنية والرياضية وكان له تأثير على النسيج الاجتماعي والجماهيري. 

والفنان مسكين علي حيدرة من مواليد 1954م قرية الرواء مديرية خنفر أبين، متزوج وله ستة أبناء (ولدان واربع بنات).

حاصل على دبلوم علوم اجتماع ثلاث سنوات من الاتحاد السوفييتي سابقا للأعوام (1981 - 1983م)، بعد اكمال الثانوية العامة بالانتساب.

عمل موظفا في مؤسسة الكهرباء للفترة (1968- 1974م).

انتقل للعمل في قيادة المنظمات (الجماهيرية على مستوى المحافظة، وشغل مناصب قيادية عدة على المستويين السياسي والإداري منها: نائبا لمدير مكتب الثقافة والإعلام للفترة (1983- 1984م). - مديرا لمكتب الثقافة والإعلام عام 1985م. - مديرا لمكتب الشباب والرياضة للفترة (1988-1992م). 

برقيات العزاء برحيل الفنان عبرت عن الحزن والأسى في رحيل الفنان والشخصية الاجتماعية والوطنية والسياسية الاستاذ مسكين علي حيدره بعد حياة حافلة بالعطاء في المجالات الفنية والاجتماعية والوطنية والسياسية، مشيدة بالسيرة العطرة للأستاذ مسكين والذي جرى تكريمه يوم الأربعاء الماضي في مسقط رأسه الرواء عبر مهرجان الوفاء الحاشد الذي لقي تفاعلاً وحضوراً كبيرين، مؤكدة أن الجنوب ومحافظة أبين ومديرية خنفر خسروا بوفاته قامة فنية واجتماعية ووطنية كبيرة