حشد نت:
تتفاقم الأزمة البيئية في البحر الأحمر مع اقتراب ناقلة النفط سونيون، المستهدفة من قبل مليشيا الحوثي، من الغرق، مما يهدد بتفجير قنبلة بيئية ستترك آثاراً مدمرة على الحياة البحرية والنظام البيئي بأكمله، وقد تكون أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة، إن لم تكن واحدة من أسوأ الكوارث على مستوى العالم برمته.
تطفو الناقلة المحملة بأكثر من مئة وخمسين ألف طن من النفط الخام، كقنبلة موقوتة تتحكم بحركتها التيارات المائية وسط البحر، فيما تشتعل فيها الحرائق منذ الأربعاء الماضي، وبالرغم من خطورة الوضع، لا يبدو أن هناك أي تحرك جاد لإنقاذها أو احتوائها، مما يزيد من احتمالية حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق لن يقتصر تأثيرها على اليمن فحسب.
كُلياً، تتعارض ادعاءات مليشيا الحوثي مع الحقائق، حول استهدافها ناقلة النفط سونيون بزعم أنها كانت متجهة إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلة، فبيانات تتبع السفن تكشف أن الناقلة، التي كانت في طريقها من العراق إلى اليونان، لم تتجه إلى أي ميناء إسرائيلي منذ عام 2012م، وهو ما يؤكد زيف ادعاءات الحوثيين وسعيهم إلى تضليل الرأي العام وتبرير جرائمهم الإرهابية التي تستهدف الملاحة الدولية وتضر بالأمن الملاحي والبيئي على حد سواء.
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قد حذر من كارثة بيئية وشيكة في البحر الأحمر ستتجاوز بكثير واحدة من أسوأ الكوارث النفطية في التاريخ، ففي حال غرقت ناقلة النفط سونيون، فإن ما يقرب من مليون برميل من النفط الخام ستتسرب إلى مياه البحر، أي ما يعادل أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت في كارثة إكسون فالديز الشهيرة، وهي مقارنة توضح حجم الدمار الذي يمكن أن يسببه هذا التسرب النفطي.
خبراء بيئيون أشاروا إلى أن غرق السفينة سيؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية مدمرة، فالتسرب النفطي سيقضي على الحياة البحرية، بما في ذلك الأسماك والشعاب المرجانية، ويهدد سبل عيش مئات الآلاف من الصيادين اليمنيين الذين يعتمدون على البحر الأحمر كمصدر أساسي للرزق، وفي مقدمتهم أبناء محافظة الحديدة.
يتكرر السيناريو الكارثي في البحر الأحمر عبر أدوات إيران مليشيا الحوثي، فبعد استهداف الأخيرة لسفينة الأسمدة روبيمار في فبراير الماضي، وتحولها إلى تهديد بيئي خطير، بتسريبها لكميات كبيرة من النفط والأسمدة، تلوح في الأفق كارثة أكبر مع اقتراب ناقلة سونيون من الغرق، إذ تؤكد التقارير والبيانات البيئية أن النفط يشكل خطراً أكبر بكثير على البيئة البحرية مقارنة بالأسمدة.