حشد نت:
كشف زعيمان قبليان، عن إطلاق المشرف الحوثي على محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، تهم الخيانة والتخابر ضد كل من يحتفل بالعيد الوطني 26 سبتمبر، موجها تهديدات مُهينة لمشايخ القبائل أثناء لقاءه بهم.
وفي21 سبتمبر/ أيلول 2014م، نفذت مليشيا الحوثي انقلابا بقوة السلاح على النظام الجمهوري، لدعم لوجستي إيراني واسناد أمريكي، مكّنها من السيطرة على صنعاء، وبدء توسعها نحو بقية المحافظات، ما أدّى إلى اندلاع حرب في البلاد مطلع 2015، لم تُحسم حتى اللحظة، بسبب استمرار ذلك الدعم والاسناد، وأيضاً التخادم (الحوثي- الأممي).
وحسب الزعيمان اللذان تحدثا لوكالة "خبر" وطلبا عدم ذكر اسميهما لتواجدهما في مناطق سيطرة الحوثي، قال المشرف "أحمد ثابت المرَّاني" -المُنحدر من محافظة صعدة معقل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي- للمشايخ القبليين أثناء مقابلتهم في فعالية "المولد النبوي" التي أُقيمت قبل أيام في مدينة "دمت" التي تتخذ منها المليشيا عاصمة للمحافظة: "إن الاحتفال الشعبي الواسع والمُبكر بعيد ثورة 26 سبتمبر هو تحريض وخيانة" لما أسماها "ثورة 21 سبتمبر وقائدها عبدالملك بدر الدين الحوثي".
وتخضع مديريتي دمت وجُبن، واجزاء من مديريات قعطبة، الحُشا، والازارق، لسيطرة مليشيا الحوثي، وعيّنت المدعو "المرَّاني"، مشرفا عليها في 25 نوفمبر 2023م، خلفا للمدعو "أبو أحمد حطبة" الذي ينحدر من محافظة عمران.
الزعيمان اللذان ينحدر أحدهما من "دمت" والآخر من "قعطبة"، وتحدث كل منهما منفرداً لوكالة "خبر"، افادا بأن المشرف الحوثي كان عقد سلسلة لقاءات سريعة على هامش فعالية المولد النبوي، بمشايخ كل عُزلة من عزل المديريات على إنفراد، وتحدث إليهم بنبرة تهديد مُهنية.
ووفقا للزعيمين القبليين، أضاف المشرف "المرَّاني": "لسنا ضد الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، ولكن الأولى -حالياً- هو 21 سبتمبر، وعلى الجميع الاحتفال وأحياء المناسبة، وبعد الانتهاء من ذلك سنحتفل جميعاً بـ26 سبتمبر، وغير ذلك هو تخادم مع أجندات المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وخلاياها في الحكومة المدعومة من التحالف"، حد زعمه.
وحسب حقوقيون، تتخذ المليشيا الحوثية من هذه المزاعم والتهم، غطاء لقمع واختطاف اليمنيين المحتفيين بذكرى ثورتهم 26 سبتمبر، والمناهضين للمشروع الطائفي المستورد من إيران.
ولفت الزعيمان القبليان، إلى أن مشرف الحوثي شدّد على المشايخ، بحث أبناء قراهم وبمختلف شرائحهم على التفاعل مع الأنشطة الحوثية سواءً على مواقع التواصل أو في المدارس والجلسات العامة وغيرها، استجابة لتوجيهات عبدالملك الحوثي، معتبراً مخالفة ذلك "خيانة وطنية".
في السياق، أكد حقوقيون وناشطون من أبناء تلك المناطق، أن "هذه التهديدات المُهينة والتهم الحوثية، تتكرر سنوياً، ويرافقها حملات اعتقالات واسعة تطال الأحرار في عموم البلاد، تزامناً مع ذكرى انقلاب (21 سبتمبر 2014)، في مساع لطمس أم الثورات (ثورة 26 سبتمبر 1962)، ولكنها لن تثنهم من التمسك بأهداف ومبادئ وقيم ثورة 26 سبتمبر، التي أطاحت بالنظام الكهنوتي".
وحسب تقارير حقوقية، ارتبكت المليشيا طيلة عقد من الانقلاب ابشع الجرائم، واستحدثت منافذ جمركية برية في مناطق عديدة تخضع لسيطرتها ضاعفت المعاناة، وارتفعت الاسعار لأكثر من عشرة اضعاف، وسط رفض مطلق لدفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، علاوة على استحواذها على المناصب والوظائف، وفرض قيود على الحريات، ونهب كافة الإيرادات.
كما أختطفت المليشيا آلاف السياسيين والعسكريين والناشطين والمدنيين الأبرياء، ولا زالت تواصل شن حملات اختطافات واسعة بحق كل من يعارض فكرها، أو يرفض التجاوب مع دعواتها، وتلفيق تهما كيدية ضد الضحايا، أبرزها الخيانة الوطنية، والتخادم والتخابر مع أمريكا وإسرائيل والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. ما زاد ذلك من صحوة ابناء الشعب وتمسكهم بثورتهم الأم 26 سبتمبر -حسب تسميتهم لها-، والاحتفال المُبكر بها سنوياً.