حشد نت- قراءة خاصة:
اعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، إنعدم رغبة بلاده خوض حرب ضد إسرائيل، متهما إياها بنصب "فخاخ" لجر بلاده إلى صراع أوسع، وهو ما لا تريده.
وبهذا التصريح الصريح، تكون طهران قد تخلّت رسمياً عن ذراعها العسكري والسياسي في لبنان (حزب الله) مثلما تخلت سابقاً عن ذراعها الفلسطيني (حركة حماس)، وسط توقعات بأن الدور القادم من نصيب ذراعها في اليمن (جماعة الحوثي).
وتواجه مليشيا حزب الله اللبناني، سلسلة هجمات صاروخية إسرائيلية قاتلة، على مناطق حدودية عديدة مع إسرائيل، وسط توقعات للخبراء العسكريين بأن إسرائيل تُمهّد الطريق لخوض حرب اجتياح برية، في سيناريو مشابه لحربها ضد حماس في قطاع غزة، لا سيما والمنطقة تشهد خلوا من المدنيين بشكل مستمر جراء موجات النزوح المستمرة.
وصرح مسعود بزشكيان لنحو 20 من ممثلي وسائل الإعلام أن إيران لا تريد ان تشهد توسع الحرب الحالية في غزة، وتوسيع نطاق القصف الجوي عبر الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
وأضاف أنه بينما تؤكد إسرائيل أنها لا تريد توسيع نطاق الحرب، فإنها تتخذ إجراءات تثبت عكس ذلك.
وقال الرئيس الإيراني عن إسرائيل "إنهم يجروننا إلى نقطة لا نريد الذهاب إليها. لا يوجد رابح في الحرب. نحن نخدع أنفسنا فقط إذا صدقنا ذلك." في اعترافات ضمنية بأن الحروب تلحق الدمار بالإوطان والشعوب، غير أن بلاده في ذات الوقت تمارس سياسة عكسية، حينما تواصل ضغطها على اذرعها في المنطقة بمزيد من التصعيد العسكري، بدلاً عن التفاهمات السياسية التي من شأنها اخراج منطقة الشرق من الفخ الإسرائيلي والأمريكي.
طهران لا تكترث لتفاقم أوضاع شعوب تلك البلدان، رغم ما لحق بها من تشريد وتجويع بعضها مضى عليها عقود.
وعلى الواقع، تواصل طهران الضغط على اذرعها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، لشن هجمات عسكرية تحت إشراف مباشر من خبراء في الحرس الثوري الإيراني، ما يزيد الوضع توتراً في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد أنظمة حكوماتها -في الأساس- تفككا لا يساعدها على مواجهة الخطر الأمريكي والايراني في آن واحد.
ودائماً ما تنجو طهران بجِلدها من المواجهات المباشرة مع إسرائيل، بعكس ظهورها الإعلامي المتوّعد بردود قاسية، حتّى ظهرَ رئيسها اليوم رافع الراية البيضاء، في تخل واضح عن اذرعه، لا سيما حزب الله اللبناني الذي يعيش وضعاً صعباً للغاية، حيث يواجه مصيرها وحيدا.
ولدى سؤاله عن موعد رد إيران على مقتل إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اغتالته إسرائيل في طهران)، أجاب "سنقوم بالرد في الوقت والمكان المناسبين"، وهي إجابة مراوغة اعتادت السياسة الإيرانية على إطلاقها رداً على كل سؤال يضعها في مأزق وموقف محرج.
وأشار بزشكيان إلى أن الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في أبريل ردا على الهجوم على مبنى قنصلي إيراني في العاصمة السورية ألقت طهران باللوم فيه على إسرائيل، غير أن الأخيرة لم تصب بأذى من تلك الهجمات الإيرانية رغم كثافتها، وكانت الدفاعات الجوية لها في المرصاد، خصوصاً وطهران أعلنت عن ساعة إطلاق تلك المسيرات فور إطلاقها، وقبل ذلك أيضاً.
وكان محللون عسكريون، سخروا كثيراً من العملية الإيرانية التي قالوا إنها نُفءت بالتفاهم مع تلك أبيب وواشنطن بهدف خفض ماء الوجه لطهران، لا أكثر.
واليوم الاثنين، شهدت الحدود اللبنانية، نحو 300 غارة إسرائيلية على بلدات في الجنوب والبقاع (شرق البلاد). وطالت قرى ومناطق تُستهدف للمرّة الأولى، ما أدى إلى مقتل 274 وإصابة أكثر من ألف بينهم 21 طفلاً، فضلاً عن نساء ومسعفون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.