حشد نت - تقرير
في مسعى خطير وملحوظ، تكشف المليشيات الحوثية عن استراتيجياتها المضللة والتهديدات التي تسعى إلى نشرها في محافظة إب، مستهدفةً شبابها وأطفالها عبر ترويج مفاهيم طائفية وعنصرية تهدف إلى استعبادهم خدمةً لمصالح إقليمية تتجاوز حدود اليمن.. تأتي هذه الأنشطة في وقت تتواصل فيه محاولات الحوثيين لإحداث تغييرات جذرية في بنية المجتمع اليمني تحت مسمى "دورات التعبئة العامة"، التي ما هي إلا أدوات لتغرير الشباب وفرض أجندة طائفية تمثل تهديداً لمستقبل الأجيال القادمة.
مؤخراً، وبحسب وكالة سبأ المختطفة بنسختها الحوثية، أُقيمت في محافظة إب مناورة تطبيقية لخريجي ما تسمى "دورات التعبئة العامة" المستوى الأول من طلاب الأكاديمية العليا للقرآن الكريم، بمشاركة 230 خريجًا، وبحضور قيادات حوثية بارزة مثل وكيل المحافظة راكان النقيب، ونائب مسؤول التعبئة العامة عبدالله الوائلي، ومسؤول وحدة الثقافة القرآنية أحمد المهاجر.
خلال هذه المناورة، تم استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة لمحاكاة عمليات اقتحام ضد أهداف افتراضية تمثل "العدو الصهيوني والأمريكي"، مما يكشف بوضوح الأجندة الحوثية القائمة على التضليل والتجييش لصالح مشروع طائفي إقليمي.
ما يثير القلق بشكل أكبر هو أن الحوثيين يروجون لدورات التعبئة العامة كوسيلة لتجهيز الشباب للقتال في معركة "مقدسة" ضد أمريكا وإسرائيل، وهو خطاب يغيب فيه عن عمد مفهوم الوطنية والمصالح العليا لليمن.. ما يفعله الحوثيون في الحقيقة هو استغلال شباب وأطفال إب كوقود لحروبهم العبثية تحت ذرائع واهية لا علاقة لها بمصالح الشعب اليمني.
إن المخاطر التي تنجم عن هذه التوجهات الحوثية ليست فقط سياسية أو عسكرية، بل هي اجتماعية وثقافية بالدرجة الأولى. ففيما يدّعي الحوثيون أنهم يرفعون راية الجهاد، فإنهم في الواقع يعملون على تحويل محافظة إب إلى مخزون بشري يتم استغلاله في مشاريعهم الطائفية والعنصرية، مما يهدد استقرار المجتمع المحلي ويضعف مقاومة أبنائه لأي تطور إيجابي في المستقبل.
من المهم أن يدرك المجتمع اليمني بأسره حجم هذه التهديدات التي تطال أبنائه في إب وغيرها من المناطق، وأن يكون أكثر وعياً بخطورة هذه الدورات والممارسات التي تروج لها المليشيا الحوثية.. كما يجب على الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذا الاستهداف الهادف إلى استعباد الإنسان اليمني وتدمير قيمه الوطنية والتاريخية.
الاستمرار في مقاومة هذه الممارسات، ونشر الوعي بين الأجيال الحالية، يُعدّ حجر الزاوية في حماية أبناء اليمن من الانجراف وراء هذه المخططات التي لا تخدم سوى أجندة إيران وأطراف خارجية نجحت في زرع الفتنة وزعزعة استقرار وسلام اليمن.