حشد نت - وكالات
مع انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من الشريط الحدودي الجنوبي للبنان اليوم الأحد، عادت التوترات لتشتعل في المنطقة. فقد تدفق مئات النازحين إلى بلداتهم التي هجروها خلال الحرب، لكن مشهد العودة تحول إلى مأساة إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليهم، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا، بينهم جندي لبناني، وإصابة العشرات في بلدة ميس الجبل-مرجعيون.
مصدر أمني لبناني أكد أن الأوضاع في الجنوب تشهد تصعيدًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن بعض السكان لم يلتزموا بإرشادات الجيش اللبناني، مما عرّضهم للخطر.
من جانبها، أصدرت الأمم المتحدة بيانًا مشتركًا بين المنسقة الخاصة جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لاثارو، أكدت فيه أن الظروف الراهنة لا تزال غير مهيأة لعودة المدنيين إلى البلدات الحدودية. وشدد البيان على ضرورة التزام الطرفين ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر 2024.
في سياق متصل، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والالتزام بتوجيهات الجيش، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية ملتزمة بحماية المواطنين وصون سيادة البلاد. كما شدد رئيس البرلمان نبيه بري على ضرورة إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.
في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان له أن جنوده أطلقوا النار تحذيرًا بعد رصد "مشتبه بهم" يقتربون منهم. وأضاف البيان أن عدداً من الأشخاص اعتُقلوا لاستجوابهم بتهمة تشكيل "تهديد وشيك".
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية نص على انسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يومًا، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" انتشارهم جنوب نهر الليطاني. لكن التوترات عادت لتطفو على السطح بعد اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن تنفيذ الاتفاق، حيث أشارت إسرائيل إلى "تعثر الجانب اللبناني"، بينما حمّل الجيش اللبناني إسرائيل مسؤولية التأخير في استكمال الانسحاب.
المشهد في الجنوب يبقى مشحونًا، مع تحذيرات من الأمم المتحدة ودعوات لضبط النفس، وسط غموض يكتنف تنفيذ الاتفاق بالكامل.