في الذكرى السابعة لثورة 2 ديسمبر، التي شكلت نقطة تحول هامة في معركة اليمنيين ضد الإمامة الحوثية المدعومة من إيران، يتجدد الأمل في قدرة الشعب اليمني على استعادة دولته وتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة.
فثورة ديسمبر لم تكن مجرد حدث عابر في التاريخ، بل كانت بداية مرحلة جديدة في مواجهة مشروع الانقلاب الحوثي الذي أتى ليفرض أجندة إيران على أرض اليمن، ويعيث في الأرض فساداً، متنكراً لقيم الجمهورية والوحدة.
في هذه الذكرى المجيدة، نخلد تضحيات الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح والأمين عارف الزوكا، اللذين كانا في طليعة القادة الذين وقفوا ضد هذا المشروع المدمر، وساهموا بدمائهم في إرساء مبادئ المقاومة في مواجهة الظلم والطغيان.
اليوم، وفي هذا السياق التاريخي، يواصل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح دوره البارز في جمع شمل القوى السياسية اليمنية، وتوحيد الصف الوطني في سبيل استعادة الدولة والحفاظ على النظام الجمهوري.. من خلال الجهود المخلصة التي يبذلها، يسعى المكتب إلى إنهاء انقلاب المليشيا الحوثية، وإعادة الأمل لليمنيين في استعادة النظام الجمهوري وبناء دولة مدنية حرة.
كل الأمل يحدونا، لنشهد قريباً تحول اصطفاف المخا الذي نعيشه اليوم إلى واقع عملي ملموس، موجهًا نحو صنعاء وتحرير ما يقع تحت سيطرة مليشيا الإمامة التابعة لإيران، وتحرير ملايين من أبناء الشعب اليمني من المعتقل الكبير، وحرائر اليمن من سجون عبدالملك السرية والخاصة.
لقد تمكنت المقاومة الوطنية من بناء قوة عسكرية ضاربة، ومن تفعيل صوت سياسي جامع.. وهذا التحول الكبير يعود الفضل فيه إلى تضحيات الأوائل الذين انطلقوا من صنعاء في ديسمبر 2017، وصولاً إلى اللحظة الحاسمة التي انطلقت فيها أول رصاصة في معركة الساحل الغربي ضد مليشيا الكهنوت الإيراني.. ولا ينبغي لنا أن نغفل عن تلك التضحيات الجليلة، فهي بمثابة حجر الأساس لمراحل التأسيس الأولى، ومعارك المقاومة التي حملت في طياتها أمل اليمنيين في استعادة وطنهم.
إن ما تحقق حتى الآن هو مجرد بداية، وما زال أمامنا الكثير من العمل، علينا أن نواصل التزامنا ونجعل النوايا الطيبة حقيقةً على أرض الواقع.. الظروف الإقليمية تهيئ الآن أكثر من أي وقت مضى الفرص التي يجب أن استغلالها جميعاً لتحقيق الهدف المنشود (صنعاء).
ففي معركتنا ضد العصابة الحوثية، يجب أن نكون على يقين من أننا نواجه تحدياً وجودياً لا يمكن التهاون فيه.. هذه المليشيا لم تترك مجالاً للرحمة؛ فبينما تواصل جرائمها المروعة بحق الشعب اليمني، تهدم كل ملامح الحياة، وتنتهك كرامة الإنسان اليمني في كل مكان.
ولا يمكننا السكوت بعد اليوم عن الجرائم المروعة التي ترتكبها هذه المليشيا، والتي تمس شرف وكرامة اليمنيين، خاصة النساء اللواتي يدفعن ثمناً باهظاً في سجون الحوثي، فكل يوم يمضي يشهد المزيد من الانتهاكات، التي يجب أن يدرك العالم مدى بشاعتها.. لا بد أن وضع حداً لهذه الجرائم الوحشية التي تهدم كل ما هو إنساني، وأن نسعى جاهدين لاستعادة الوطن بكل ما أوتينا من قوة، لنمنح الأجيال القادمة اليمن الذي يستحقونه، يمناً حراً وآمناً.
في خلاصة الخلاصة، ما نحتاجه اليوم، والقصد هنا بأن الرسالة موجهة إلى: - الأطراف السياسية والقوى الوطنية - هو أن نترجم جميعًا ما نؤمن به وندعو إليه من خلال الكلمات إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع و بدعم الأشقاء العرب وفي الخليج والمجتمع الدولي.. يجب أن نتحمل مسؤولية تحرير واستعادة الوطن، الذي هو ملك لجميع أبنائه، من قبضة عصابة الكهنوت، تلك العصابة التي تتستر تحت اسم الله والنبي محمد، والتي ارتكبت أبشع الجرائم وعاثت في أرض اليمن فسادًا لم يسبق له مثيل ولم تقع.