خلف الكواليس

الرئيسية | مقالات | 24 ديسمبر 2024

ماجد عبدالرحمن التيباس

قدم الحوثي مؤخراً الكثير من التوسلات والضمانات، بالتخلي عن الوصاية الإيرانية، والانخراط في الحالة العربية، لكن يبدو الوقت قد فاته، لأنه مراوغ وغير موثوق، وقد سقط وهم القوة والحذق الإيراني.. ومصيره الآن على المحك، فلا إيران بحالتها تحميه ليستمر،  كما لن يسلم من غضب اليمنيين حين ينحني لهم..

قد تبقى محاولات إنقاذه مستمره لفترة ليست طويلة.. وهي على كل حال قوارب إنقاذ هشة ومؤقتة.. فرصيده من الدمار ينتظر دفع الكلفة !    ظل متعنتاً طوال عشر سنوات، رافضاً حتى الدلال الدولي.. واعتقد أن كنف إيران لا ينقطع، ممنياً نفسه بأن يكون سيد الجزيرة العربية ومالكها، ضمن حصته من الإمبراطورية الإيرانية.

سرعان ما انقلبت الموازين.. وتبدلت معايير القوة، وإذا بأذرع إيران تُبتر.. وصارت طهران نفسها في دائرة الاستهداف.. جزاء ما عملت.

الآن يقف الحوثي وحيداً..بعيداً دون ظهر أو بطن.. إيران ذاتها في مأزق.. والحوثي في مأزق أشد.. إما أن يسلم نفسه (في عملية سلام مشروطة) تنتزع منه السلاح والقوة، وتتركه بذنوبه لقرار اليمنيين مستقبلاً، بعد أن كان يرفض السلام سابقاً بأعنابه وكرومه. أو أن يكابر ويلقى ذات مصير أقرانه..

ليس هناك أسوأ مما يحيط الحوثي الآن.. إلا مصير السوء الذي ارتكبه بحق اليمنيين وسيناله.. وبين السوئين يقف الحوثي مجندلاً بجناياته !