في يوم السبت الـ 26 من أغسطس 2017 م عُقد اجتماع بمقر اللجنة الدائمة بصنعاء برئاسة الأمين العام للمؤتمر الأستاذ عارف الزوكا رحمه الله، لمناقشة وتقييم نقل قناة اليمن اليوم للمهرجان الكبير الذي أقيم يوم الخميس 24 أغسطس في ميدان السبعين بمناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيس المؤتمر.
حضر الاجتماع عدد من أعضاء اللجنة العامة واللجنة الإعلامية العليا وعدد من الإعلاميين من القناة وغيرها.
في ذلك اليوم كان المُتربّص حسين حازب قد طلب الحديث من الأمين العام، وبدون سابق إنذار شن هجوماً لاذعاً وغير مُتوقّع وبطريقة فيها تحامل كبير على القناة وإدارتها، حيث ساق المُبررات الواهية والاتهامات الباطلة لتحميلها فشل نقل المهرجان بالصورة المطلوبة والمؤمل منها، رغم أن نسبة الأخطاء كانت ضئيلة جداً.
حينها تصدى الأستاذ خالد الرضي رحمه الله لحسين حازب بقوة، وتطرق إلى العراقيل الكبيرة التي وضعها الحوثيون لإفشال المهرجان بشكل عام والنقل التلفزيوني بشكل خاص وقال: حينما يتم توفير الأجواء المناسبة سياسياً وأمنياً وكذلك توفير الأدوات والأجهزة المطلوبة الخاصة بالتصوير الجوي للقناة فمن حقكم محاسبة الإدارة عن أي تقصير، أمّا وأنتم مُطّلعون على كل شيء وتريدون تحميل الأخ فيصل المسؤولية فهذا غير مقبول ولا يصح على الإطلاق، خاصةً ونحن نعرف الاستعدادات المكثفة للمهرجان من قبل كوادر القناة منذ أكثر من شهر.
كان هو والشهيد الزعيم والشهيد الأمين العام رحمهم الله والكثير من القيادات يدركون حجم المؤامرة والمشاكل المُفتعلة من قبل عصابة الحووثي لإفشال المهرجان والتي لم تَخفَ على أحد ومن بينها فيما يتعلق بالجانب الإعلامي: حجز 6 كاميرات جديدة في ذمار لم يتم تسليمها إلاّ عصر يوم السبت من قبل مدير أمن المحافظة حينها العميد أحمد إدريس، ومنع الحووثيين للمصورين من اعتلاء المباني والعمارات المرتفعة، وعرقلة عملهم عند مداخل العاصمة أثناء استقبال المشاركين، والاعتداء على بعض المصورين وغيرها من العراقيل المُفتعلة.
وللإمانة والإنصاف فقد بذل الزملاء من مراسلين ومصورين ومخرجين ومهندسي بث وفنيي مونتاج ومكتبات وتنسيق ومحررين وإداريين فوق طاقتهم ومجهودهم وواصلوا الليل بالنهار لإنجاح الاحتفال ونقله بأبهى صورة ونفذوا الخطة على أكمل وجه.
بعد خروجنا من الاجتماع شكرت الأستاذ خالد الرضي على موقفه النبيل والصادق، وقال لي رحمه الله: إن هؤلاء المتربصين - وهم قلة- يريدون تحميلكم في إدارة القناة المسؤولية رغم علمهم بكل ما جرى من عراقيل مُتعمدة، فلا تتأثر بما قالوه لأنكم محل ثقة القيادة، وهو ما أكده لي أيضاً الأستاذ الشهيد عارف الزوكا قبل وبعد الاجتماع.
كان الأستاذ خالد -رحمه الله- يتمتع بشخصية قوية وكاريزما لافتة وثقة بالنفس ومصداقية في التعامل وتواضُع جمّ وثقافة عالية، وكل تلك السمات منحته ثقة ومحبة القيادة رغم صغر سنة مقارنةً بآخرين، حيث سطع نجمه خلال فترة وجيزة بالذات عقب تعيينه نائباً لرئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام.
وبكل أسف، لم تمُر سوى ست أو سبع ساعات على ذلك اللقاء حتى يأتينا خبر استشهاده على يد هذه العصابة الباغية التي تُضمر له الشر، وكان وقع ذلك الخبر علينا جميعاً كالصاعقة فعلاً، فاغتيال الشهيد خالد الرضي صاحب الأخلاق الرفيعة والثقافة الموسوعية والوفاء الكبير للوطن والمؤتمر، بتلك الطريقة الإجرامية المُبيّتة وفي ذلك التوقيت مثل ضربةً كبيرةً للحزب ومؤشراً خطيراً على مخطط خبيث رسمته تلك الميليشيا لاستهداف المؤتمر وقياداته، لكن ورغم خسارة فقدانه الكبيرة إلّا أنه لا يليق به إلاّ المجد وأن يكون مع الشهداء والصديقين بإذن الله.
تغمده الله بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأسكنه فسيح جناته هو وجميع الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن والشعب.