أن استغلال قضية الشعب الفلسطيني المشرد من قبل مايسمى محور المقاومة هي حلقة من التآمر خطط له في دهاليز التآمر الغربي برعاية الحركة الصهيونية العالمية، بل أن بعضهم كجماعة الحوثي، يتخادمون بشكل علني في تحقيق حلم الصهاينة عندما يعلنوا انهم يقصفون إسرائيل انتقاما لغزة، لتستفيد إسرائيل تجييش عواطف العالم الغربي لمضاعفة دعمها ضد غزة، يقابلها تصريح إسرائيل انها تتعرض لقصف صاروخي من الحوثيين ليستفيدوا شعبية محلية وعربية واسلامية...
لقد تولدة عندي قناعة أن انهاء مهزلة انتاج وعد بلفور المشؤوم وعودة فلسطين إلى اهلها لا يتحقق إلا بإرادة الفلسطينين... وقرائتي لقضية فلسطين بدقة رسم امامي وامام كل الواعين من اهل المنطقة أن مايسمى محور المقاومة في المنطقة الذين انشأهم (و لايزالون) معتمدين في بقاءهم على دعم الغرب الذي سهل انشاء الكيان الإسرائيلي العدواني هم وراء وصول قضية فلسطين لوضعها المعقد لحين بدء الانتفاضة من داخل فلسطين إلى (قضية انسانية تعالجها المنظمات الانسانية).
ولكن ماحدث في 8 كانون الاول 1987 عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي في ذلك اليوم مجموعة من العمال الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة على حاجز أريز -الذي يفصل قطاع غزة عن بقية اراضي فلسطين منذ سنة 1948- الشرارة الأولى لانتفاضة الحجارة، التي اندلعت في كل الأراضي والمخيمات الفلسطينية. فهكذا من جباليا بقطاع غزة انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية لتتوسع في مدن وقرى ومخيمات فلسطين في غزة والضفة الغربية وأراضي 1948، حملت اسم “انتفاضة الحجارة” لأن الأخيرة كانت سلاح الفلسطينيين في وجه الاحتلال. هكذا زلزلت توجه الفلسطينين لاختيار الانتفاضة كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتل خلالها 160 إسرائيليا أغلبهم جنود حسب إحصائية لمركز المعلومات الإسرائيلي في الأراضي المحتلة ولم تستطع المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومات الإسرائيلية أن تزيل عوامل الغضب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال القمعية والاستيطانية التي لم تتراجع.
وحينما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يوم 28 أيلول 2000 اقتحام المسجد الأقصى برفقة قوات من الجيش الإسرائيلي قائلاً إن الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية، تصدى له الفلسطينيون فاندلعت انتفاضة ثانية من القدس لتنتقل إلى مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد بدأت هذه الانتفاضة بمواجهات بين المصلين والجنود سقط على إثرها سبعة شهداء وأصيب 250 من الفلسطينيين و13 جنديا إسرائيليا.
واشتعل غضب الفلسطينيين في كل مكان بعدما شاهدوا شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 /أيلول 2000، يعرض مشاهد إعدام حية للطفل الفلسطيني محمد الدرة (11 عاما) حين كان يحتمي بجوار ابيه .
بعد هذين الحدثين التأريخيين زاد قناعة الشعب الفلسطين بأن التحرير يأتي من داخل ارض الوطن وأن الصمود البطولي للشعب في الداخل يؤدي الى اهتزاز الكيان المحتل من الداخل فكان اكبر مكسب من خلال الانتفاضتين اللتين اديتا إلى تخويف حقيقي ومن الداخل لحكام العنصرين حيث شكل ظاهرة الهجرة المعاكسة كابوساً حقيقياً للساسة الإسرائيليين ودوائر صنع القرار فيها.
وما أثار قلق أولئك الساسة هو حقيقة الأرقام التي وردت في دراسة أعدها المؤتمر اليهودي العالمي ونشرها يوم 25 / كانون الأول 2003، حيث جاء فيها أن 70% من الإسرائيليين يقولون إنه لو توفرت لهم الإمكانيات لغادروا إسرائيل على الفور، في ما أعرب 68% عن أملهم بالحصول على جنسية دولة أخرى، أما 73% فقالوا إنه لا مستقبل لأطفالهم وأبنائهم الشباب في تلك الدولة.وتزيد هذه الارقام و نتائجه كلما تحرك اهل فلسطين باتجاه مواجهة مباشره ومن عمق الارض المحتلة
وهناك عامل آخر يتمثل في أن المهاجرين هم أساسا من فئة الشباب (25–42 سنة) وأن غالبيتهم العظمى من حملة الشهادات الجامعية.
الانتفاضة وما يرافقها من عمليات توجه الضربات العسكرية بين الحين والآخر من قبل المقاومين الفلسطينيين البواسل من الداخل زرعت الخوف في نفوسهم ويعتبر انعدام الأمن هو السبب الرئيس لهجرة آلاف الإسرائيليين إلى الخارج، فحالة اللا سلم واللا حرب التي يعيشها الكيان الصهيوني جعلت الكثير من اليهود يعيشون في حالة قلق مستمر. كما تعتبر الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المستمرة منذ سنوات.