حشد نت- عدن:
أفادت تقديرات أممية حديثة بأن إعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمرته الحرب بين إسرائيل وحماس، تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، منها ما يزيد على 20 مليارًا خلال السنوات الثلاث الأولى.
وجاء في تقرير أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بناءً على طلب الجمعية العامة، أن "التكلفة التقديرية للنهوض وإعادة الإعمار في قطاع غزة، على المدى القصير والمتوسط والبعيد، تبلغ نحو 53.142 مليار دولار، فيما يُقدر التمويل اللازم للأعوام الثلاثة الأولى فقط بنحو 20.568 مليار دولار".
وأشار التقرير إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي سيجعل عملية إعادة الإعمار أكثر تعقيدًا، حيث تُقدّر الأمم المتحدة أن القطاع قد يحتاج إلى 350 عامًا للعودة إلى وضعه السابق في السابع من أكتوبر 2023، ما لم تُرفع القيود المفروضة عليه.
وكشف خبراء اقتصاديون أن 70% من مباني قطاع غزة إما مدمرة بالكامل أو تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الحرب المستمرة لأكثر من 15 شهرًا، ما يعكس حجم الكارثة التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق العامة.
كما أشار تقرير الأمم المتحدة، الذي صدر في سبتمبر 2024، إلى أن الاقتصاد الغزي تكبّد خسائر فادحة، إذ ستحتاج مستويات الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من ثلاثة قرون ونصف لاستعادة معدلاتها ما قبل الحرب، ما لم تتغير الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيق التعافي.
ورغم تقدير تكلفة إعادة الإعمار، فإن تنفيذها يواجه عقبات كبرى، أبرزها الحصار الإسرائيلي، والقيود المفروضة على دخول مواد البناء، والأزمة الاقتصادية الحادة، إضافة إلى الغموض السياسي الذي يحيط بمستقبل القطاع.
ومع استمرار الحرب وعدم وضوح أي آفاق لحل سياسي شامل، يبقى التساؤل قائمًا: هل يمكن لغزة أن تتجاوز هذا الدمار الهائل؟ أم أن الحصار والصراعات ستجعل إعادة الإعمار مجرد حلم بعيد المنال؟