خبراء أميركيون: خطة ترامب بشأن غزة "جنون مطلق" وتطهير عرقي

الرئيسية | أخبار وتقارير | 12 فبراير 2025 04:40 م

خبراء أميركيون: خطة ترامب بشأن غزة "جنون مطلق" وتطهير عرقي

حشد نت - متابعات

أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة ردود فعل متباينة في الأوساط الأميركية، حيث اعتبرها البعض دليلاً على جهله بتعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي، فيما رأى آخرون أنها محاولة حاسمة لحل الأزمة.

وشدد خبراء على أن ترامب يبالغ في تبسيط التدخل لحل الأزمة، مؤكدين أن خطته غير واقعية. وبينما يرى بعض داعمي إسرائيل أنها تتجنب أخطاء الماضي، فإن الأغلبية العظمى من المحللين أكدوا استحالة تنفيذها عملياً.

وكان ترامب قد طالب مصر والأردن باستقبال أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع غزة، معلناً عن رغبته في السيطرة على القطاع. وخلال لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، أكد أن الولايات المتحدة ستدير غزة "بكفاءة ومهارة".

"زعزعة الشرق الأوسط"

وصف جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط، خطة ترامب بأنها "غير متوقعة"، مؤكداً أن الرئيس الأميركي لا يدرك تعقيدات المنطقة أو العاطفة التي تربط الفلسطينيين بأرضهم.

من جانبه، اعتبر توماس واريك، نائب مساعد وزير الأمن الداخلي السابق، أن ترامب يرى غزة "مشروعاً عقارياً مدمراً يحتاج لإعادة بناء"، لكنه يتجاهل أن الحكومات العربية لن تمول إعادة الإعمار إذا كان القطاع عرضة للدمار مجدداً في غضون سنوات قليلة.

"لن يغادروا"

وأكد واريك أن ترامب، كرجل أعمال معتاد على البيع والشراء، لا يفهم عمق ارتباط الفلسطينيين بأرضهم، وأن سكان غزة "صامدون ولن يغادروها أبداً".

بدوره، حذر أليكس بليتساس، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأميركية، من أن السيطرة على غزة ستكلف الولايات المتحدة ثمناً باهظاً، مع تقديرات بأن إعادة الإعمار قد تستغرق 15 عاماً، متسائلاً: "من سيتحمل هذه التكلفة الهائلة؟".

"جنون محض"

في المقابل، انتقد ستيفن كوك، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، مقترح ترامب بشدة، معتبراً أنه ينطوي على "جرائم حرب وتطهير عرقي"، ووصفه بـ"الجنون المطلق".

وأشار كوك إلى أن خطة ترامب قد تدمر فرص التطبيع بين السعودية وإسرائيل وتنسف اتفاقيات أبراهام، فضلاً عن تهديدها لمعاهدات السلام بين مصر والأردن وإسرائيل.

"صمود على الأرض"

أما ناتان ساكس، الباحث في معهد بروكينغز، فأكد أن الترحيل القسري لمليوني فلسطيني "غير أخلاقي وغير قانوني"، مشدداً على أن الفلسطينيين لطالما تمسكوا بأرضهم منذ عام 1948 ولن يقبلوا التنازل عنها.

في السياق ذاته، وصفت راشيل زيمبا، الباحثة بمركز الأمن الأميركي الجديد، خطة ترامب بأنها "غير منطقية"، مشيرة إلى أنه يسعى للتوسع دون إدراك تعقيدات القضية الفلسطينية.

ويطرح الخبراء تساؤلات حول ما إذا كان الفلسطينيون سيغادرون غزة طوعاً أم سيتم تهجيرهم قسراً، محذرين من أن خطة ترامب قد تكون مجرد "تكتيك تفاوضي" على غرار أسلوبه في الصفقات التجارية.