حشد نت - تقرير
في خطوة غير معتادة تعكس حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة، زار وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان العاصمة الإيرانية طهران، والتقى بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، حاملاً رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
زيارة وزير الدفاع، وليس وزير الخارجية، تثير تساؤلات واسعة حول طبيعة الملفات التي حملها الوفد السعودي، خاصة في ظل تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر، واستمرار الضربات الأمريكية ضد جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.
ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها رسالة سعودية مباشرة، تتجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية، لتؤكد أن القضايا المطروحة تمس الأمن القومي للمملكة والمنطقة، وفي مقدمتها التهديدات الحوثية المتزايدة وخطر الانزلاق مجددًا إلى دائرة العنف في اليمن.
واعتبر مراقبون أن اللقاء المباشر مع خامنئي، رأس النظام الإيراني، يدل على رغبة الرياض في مخاطبة صاحب القرار الأول بشأن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، وفي مقدمتها الحوثيون.
كما تأتي الزيارة في وقت حساس تشهده طهران داخليًا وخارجيًا، وسط ضربات إسرائيلية متكررة في سوريا، واتهامات بدعم التصعيد في غزة ولبنان، وتحديات اقتصادية متفاقمة.
وتسعى السعودية على ما يبدو إلى إيصال رسالة مفادها أن المملكة معنية بحفظ التوازن في المنطقة، لكنها لن تتردد في اتخاذ ما يلزم لحماية أمنها، إذا لم تُضبط أذرع إيران المسلحة.
ويعتقد محللون أن هذه الزيارة قد تكون الفرصة الأخيرة لتفكيك فتائل التفجير في المنطقة، عبر الحوار المباشر، قبل أن تتجه الأوضاع نحو مزيد من التصعيد الإقليمي والدولي.