حشد نت- عدن:
تواصل محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، معاناتها من اجتياح الأوبئة الفتاكة، وسط تدهور في القطاع الصحي وعجز متزايد عن احتواء انتشار الأمراض المعدية.
وكشف تقرير حديث صادر عن إدارة التثقيف والإعلام الصحي في تعز، عن تسجيل 2,615 حالة إصابة بثلاثة أوبئة رئيسية — الكوليرا، الحصبة، وحمى الضنك — وذلك خلال الفترة من 1 يناير وحتى 25 أبريل 2025م.
وأوضح التقرير أن عدد الوفيات المرتبطة بهذه الأوبئة بلغ خمس حالات؛ أربع منها بسبب الحصبة، وحالة وفاة واحدة نتيجة الإصابة بالكوليرا، فيما لم تُسجل أي وفيات مرتبطة بحمى الضنك حتى الآن.
وتوزعت الإصابات على النحو التالي: 1,011 حالة إصابة بحمى الضنك، و890 حالة إصابة بالكوليرا، و714 حالة إصابة بالحصبة.
وتعكس هذه الأرقام تصاعدًا خطيرًا في تفشي الأمراض المعدية في محافظة تعاني أساسًا من هشاشة القطاع الصحي، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، وما خلفته من دمار للبنية التحتية الصحية، إلى جانب الحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثي على مدينة تعز، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية.
وتُعد تعز من أكثر المحافظات اليمنية تعرضًا للفاشيات الوبائية خلال السنوات الأخيرة، في ظل بيئة خصبة لانتشار الأمراض، بسبب تدهور خدمات المياه والصرف الصحي، وانعدام حملات التطعيم الدورية، وضعف برامج التوعية الصحية.
في السياق، اطلق العاملون في القطاع الصحي نداءات استغاثة عاجلة إلى المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم الفوري، سواء عبر توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، أو عبر تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق، بهدف احتواء تفشي الحصبة والكوليرا وحمى الضنك وإنقاذ حياة مئات الآلاف من السكان، خصوصًا الأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للخطر.
وتحذر تقارير طبية محلية ودولية من أن استمرار غياب التدخلات الطارئة قد يؤدي إلى تضاعف أعداد الإصابات والوفيات خلال الأشهر المقبلة، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي بالمحافظة.
