من قلب الحرب إلى منصة التتويج.. طفل يمني يُلهم العالم بفيلمه القصير في مهرجان الإسكندرية الدولي ويتوّج بجائزة "هيباتيا الذهبية" 

الرئيسية | أدب وفن | 03 مايو 2025 04:57 م
الطفل عبدالرحمن معين

الطفل عبدالرحمن معين

حظي الفيلم بإشادة واسعة من لجنة التحكيم والجمهور، لما احتواه من رمزية عالية وبنية سردية محكمة، إلى جانب عناصر جمالية تُحاكي أساليب كبار المخرجين في تناول القضايا البيئية. 

حشد نت- القاهرة:

في إنجاز يزاوج بين الفن والوعي الإنساني، توّج الطفل اليمني عبد الرحمن معين الصيادي بجائزة "هيباتيا الذهبية" لأفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير، عن عمله السينمائي اللافت "رحلة بلاستيك"، ليُسجّل بذلك اسمه كأحد أصغر الفائزين بهذه الجائزة الرفيعة.

الفيلم، الذي لا يتجاوز مدته دقائق معدودة، قدّم رؤية بيئية ناضجة من خلال معالجة مبتكرة لقضية التلوث البلاستيكي، بأسلوب بصري عميق تجاوز عمر مخرجه الصغير الذي لم يتعدَّ 12 عاماً.

وتمكّن عبد الرحمن، الذي كتب وأخرج الفيلم، من تحويل قضية عالمية إلى سرد بصري مؤثر، يعكس نضجًا فكريًا وفنيًا استثنائيًا.

وحظي الفيلم بإشادة واسعة من لجنة التحكيم والجمهور، لما احتواه من رمزية عالية وبنية سردية محكمة، إلى جانب عناصر جمالية تُحاكي أساليب كبار المخرجين في تناول القضايا البيئية. 

وقد تميز "رحلة بلاستيك" ببساطته البصرية وقوة رسالته، وهو ما جعله يحصد الجائزة وسط منافسة محتدمة.

عبد الرحمن هو نجل الصحفي اليمني المعروف معين الصيادي، ويبدو أن شغف والده بالإعلام وجد طريقه مبكراً إلى الابن، الذي أثبت أن الموهبة لا تعترف بالعمر أو الحدود.

ويؤكد هذا العمل الأول أن عبد الرحمن مشروع مخرج واعد، يستحق الدعم والرعاية لتطوير إمكاناته.

ولم يقتصر تأثير الفيلم على قاعات العرض، بل امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثار تفاعلاً واسعاً ومطالبات بتبنّي موهبة الطفل من قبل مؤسسات ثقافية وفنية رسمية، لضمان استمرار مسيرته في صناعة الأفلام.

هذا الفوز لا يُمثل مجرد إنجاز شخصي، بل هو أيضاً رسالة من اليمن إلى العالم مفادها أن الإبداع قادر على الازدهار حتى في أكثر البيئات صعوبة، وأن الفن لا يعرف قيودًا في العمر أو الجغرافيا.