حشد نت - وكالات
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل نفذت عملية معقدة استهدفت تصفية أكثر من 12 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين في ضربة واحدة ضمن ما بات يُعرف بـ"حرب الأيام الـ12" على طهران، وذلك بعد تعقب دام 15 عاماً لتحركاتهم ونشاطاتهم.
وبحسب المصادر المطلعة، فقد جرى اختيار توقيت الهجمات بعناية فائقة، لمنع المستهدفين من الفرار أو اتخاذ تدابير احترازية. وتعود بداية عملية الرصد إلى عام 2003، عندما رصدت الاستخبارات الإسرائيلية لأول مرة مساعي إيران السرية لتطوير سلاح نووي.
وشهد عام 2010 تصعيداً في الجهود الإسرائيلية، بعد محاولات اغتيال طالت عالمين نوويين، نجا أحدهما حينها، وهو فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والذي قُتل لاحقاً في الضربات الأخيرة.
كما طالت الغارات محمد مهدي ترانشي، أستاذ الفيزياء في جامعة بهشتي، والمسؤول عن تطوير المتفجرات الخاصة بالرؤوس النووية، إضافة إلى سيد صديقي صابر، العالم الخاضع لعقوبات أميركية لدوره في البرنامج النووي العسكري الإيراني.
وتشير التقديرات إلى أن معظم العلماء الذين سقطوا كانوا ضمن فرق العمل المشاركة في اختبار وتجميع أجزاء من رأس حربي نووي إيراني. وبذلك تكون هذه الهجمات أول استهداف جماعي لعلماء نوويين إيرانيين منذ اغتيال محسن فخري زاده عام 2020.
وفي ضربة إسرائيلية شبه متزامنة نُفذت في 13 يونيو الجاري، أطلقت تل أبيب وابلاً من الصواريخ على منازل العلماء في طهران، ما أدى إلى مقتل تسعة منهم، تلتها هجمات لاحقة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة آخرين.
وأفادت القناة الإسرائيلية "12" أن عدد العلماء الذين تم اغتيالهم باستخدام الغارات الجوية والطائرات المسيّرة والسيارات المفخخة بلغ نحو 17 شخصية تُعد من أبرز عقول البرنامج النووي الإيراني.
وقال إريك بروير، المدير السابق لمكافحة الانتشار النووي في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن هذه الخسارة الجماعية تُشكل ضربة قاسية، كونها تؤثر بشكل مباشر في تسريع أو عرقلة تطوير السلاح النووي، خلافاً لعمليات الاغتيال المتفرقة.
وتندرج هذه العمليات ضمن حملة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني ومنع طهران من الوصول إلى مرحلة امتلاك قنبلة نووية.