حشد نت- مأرب:
اندلع حريق ضخم خلال الساعات الماضية في مخازن التوزيع التابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) جنوب مدينة مأرب، ما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من المواد الإغاثية المخصصة للنازحين والفئات الأكثر احتياجاً، في حادثة أثارت تساؤلات وشكوكا متزايدة، وسط غياب تام للتوضيحات الرسمية.
وأفادت مصادر محلية بأن النيران أتت على معظم محتويات المخازن، متسببة بخسائر فادحة في المواد التموينية، دون أن تُعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، في ظل صمت مريب من قبل السلطات المحلية والمنظمات الدولية المعنية.
وأثار هذا الصمت موجة من الاستغراب والقلق في الأوساط المحلية، خصوصاً مع تداول ناشطين لعدد من الفرضيات، من بينها احتمالية أن يكون الحريق متعمداً بهدف إتلاف كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، بالتزامن مع موعد الجرد النصف السنوي الذي كان من المرجّح أن يكشف عن أي مخالفات أو تلاعب.
واستعاد كثيرون في سياق الحدث، وقائع مشابهة من بينها فضيحة توزيع منظمة "كير" العالمية مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، والتي أثارت حينها موجة استياء عارمة في الشارع اليمني.
ويرجّح مراقبون أن يكون الحريق قد استُخدم كغطاء لإخفاء أدلة على عمليات فساد محتملة، أو لطمس آثار نهب ممنهج للمساعدات الإغاثية، وهي ممارسات سبق توثيقها في أكثر من محافظة خلال السنوات الماضية.
ولا تزال ملابسات الحريق مجهولة حتى الآن، فيما تتصاعد الدعوات إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف يكشف الحقيقة كاملة، ويضع حداً لأي تلاعب قد يطال المعونات الإنسانية الموجهة للفئات المتضررة.