صلاح يكشف أسرار ليلة كييف: ليست إصابة عابرة.. بل لحظة غيّرت نظرتي لكرة القدم

الرئيسية | رياضة | 04 اكتوبر 2025 08:55 م

الناس يعتقدون أنها كانت مجرد إصابة، لكنها كانت اللحظة التي أدركت فيها أن ليس الجميع يلعب كرة القدم بنفس القدر من الاحترام. بعض اللاعبين يفضّلون أن يُصيبوك بدلاً من أن يخسروا أمامك..

حشد نت- عدن:

بعد سبع سنوات من واحدة من أكثر اللقطات جدلاً في تاريخ كرة القدم الأوروبية، خرج المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، عن صمته ليكشف بوضوح عن شعوره تجاه التدخل العنيف الذي تعرّض له من الإسباني سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد السابق، في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018.

وقال صلاح في تصريحات أبرزها الصحفي الشهير فابريزيو رومانو: "الناس يعتقدون أنها كانت مجرد إصابة، لكنها كانت اللحظة التي أدركت فيها أن ليس الجميع يلعب كرة القدم بنفس القدر من الاحترام. بعض اللاعبين يفضّلون أن يُصيبوك بدلاً من أن يخسروا أمامك".

التدخل الذي وقع في الدقيقة 30 من نهائي كييف لم يكن مجرد سقوط عابر، بل مثّل نقطة تحوّل مأساوية لمسيرة صلاح في موسم استثنائي كان قد سجّل فيه أكثر من 40 هدفاً مع ليفربول. الحلم الأوروبي انتهى سريعاً حين غادر النجم المصري الملعب متأثراً بخلع في الكتف ودموعه تملأ عينيه، تاركاً جماهير "الريدز" في صدمة وحسرة.

غضب عالمي

عقب المباراة، انفجرت موجة غضب غير مسبوقة بين مشجعي ليفربول والعالم العربي، إذ اتهم كثيرون راموس بتعمد إصابة صلاح لإخراجه من اللقاء. 

ورغم دفاع اللاعب الإسباني عن نفسه مؤكداً أن "الحادثة جزء من كرة القدم"، إلا أن الإعادات التلفزيونية عززت شكوك المشجعين، بعدما ظهر أنه أحكم قبضته على ذراع صلاح بطريقة غير مألوفة دفاعياً.

إصابة كييف لم تقتصر آثارها على ليفربول فقط، بل امتدت إلى منتخب مصر في مونديال روسيا 2018، حيث دخل صلاح البطولة وهو بعيد عن جاهزيته الكاملة. 

ورغم تسجيله هدفين أمام روسيا والسعودية، إلا أن محدودية مشاركته أثرت على أداء "الفراعنة" الذين ودعوا المونديال مبكراً دون أي انتصار.

صمت طويل

طوال سنوات، فضّل صلاح الرد بدبلوماسية على أسئلة الصحافة حول تدخل راموس، مكتفياً بالقول إنه "لا يريد العودة إلى الماضي". لكن كلماته الأخيرة تكشف لأول مرة عن المرارة العميقة التي خلفتها الحادثة، وكيف غيرت نظرته إلى "الروح الرياضية" في ملاعب كرة القدم.

وبرغم الجرح النفسي والجسدي، عاد صلاح في الموسم التالي أقوى من أي وقت مضى، ليقود ليفربول إلى نهائي مدريد 2019 أمام توتنهام، حيث سجل الهدف الأول من ركلة جزاء، مانحاً "الريدز" لقب دوري الأبطال السادس في تاريخه، وكاتباً نهاية سعيدة لمسار بدأ بالدموع في كييف.

حادثة صلاح – راموس لا تزال حتى اليوم تُستحضر في دورات التحكيم الأوروبية كنموذج على التدخلات العنيفة، وسط مطالبات متكررة بتشديد العقوبات لحماية اللاعبين الموهوبين. وبينما يرى البعض أن كرة القدم لعبة صراع بدني لا مفر منه، يعتبر آخرون أن "ليلة كييف" كانت جرس إنذار بضرورة الموازنة بين التنافس المشروع والحفاظ على نجوم اللعبة.