حشد نت- متابعات:
في تصعيد غير مسبوق، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد تهديداته تجاه نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك بالتزامن مع تحركات عسكرية مكثفة للولايات المتحدة في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ.
أفادت التقارير بأن الجيش الأمريكي قد أرسل أكثر من 12 سفينة حربية ونحو 15 ألف جندي في إطار عملية عسكرية تحمل اسم "الرمح الجنوبي"، والتي تُروج كجزء من جهود مكافحة المخدرات. بينما ترى الحكومة الفنزويلية في هذه التحركات غطاءً محتملاً لعملية عسكرية تهدف إلى الإطاحة بمادورو.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يراقب عن كثب خياراته تجاه كراكاس، وهي خطوة اعتبرها المراقبون ضمن إطار سياسة "الضغط الأقصى" التي تتبناها إدارته.
من جانبه، وصف مادورو هذه المناورات العسكرية بأنها "خطوة غير مسؤولة" تشكل تهديدًا لاستقرار البلاد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن أي تحرك عسكري قد يؤدي إلى تعقيدات إقليمية ودولية.
في حديثه لبرنامج "التاسعة" على أوضح روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا أتلانتيك، أن احتمال شن ترامب لغزو شامل على فنزويلا يبدو بعيد المنال.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية، رغم تصريحاتها التصعيدية، تواجه قيودًا دستورية وسياسية في الكونغرس قد تعوق تنفيذ عمليات عسكرية واسعة.
رابيل استعرض ثلاث احتمالات رئيسية قد تتبعها إدارة ترامب:
1. تطبيق سياسة الضغط الأقصى من خلال تعزيز الوجود العسكري في المنطقة، بما في ذلك حاملات الطائرات والقواعد العسكرية في بورتوريكو وجزر فرجين، بهدف تقويض سلطة مادورو.
2. محاولة انقلاب داخل الجيش الفنزويلي لإزاحة الرئيس الحالي، وهو سيناريو ترصده الاستخبارات الأميركية.
3. تنفيذ ضربة محددة على مادورو مشابهة للعملية التي استهدفت قاسم سليماني، شرط توافر الظروف المناسبة.
وحذر رابيل من أن غياب مادورو عن الساحة السياسية قد يفتح الأبواب أمام سيناريوهات خطيرة، منها استيلاء الجيش على السلطة أو صعود شخصيات أكثر تشددًا من داخل "الحركة التشافيزية"، مما قد يؤدي إلى فوضى داخلية أو حتى حرب أهلية.
وأضاف أن ظهور شخصية مدعومة من المعارضة مثل ماريا ماشادو، التي تحظى بشعبية كبيرة، قد يخلق ديناميكيات سياسية جديدة في البلاد.
من منظور تاريخي، أشار رابيل إلى محاولات سابقة للضغط على مادورو في 2019، والتي فشلت بسبب التدخلات الروسية والكوبية. كما لفت إلى التقلبات في سياسة الولايات المتحدة تجاه فنزويلا بين إدارات بايدن وترامب، حيث اعتبرت إدارة بايدن استراتيجيات العقوبات السابقة غير فعالة، بينما يواصل ترامب اعتماد التصعيد كوسيلة للضغط.
ختامًا، أشار الخبير الأمريكي إلى أن مادورو يسعى لدعم من إيران وروسيا والصين، لكن هذه المحاولات لم تنجح بسبب تعقيدات جيوسياسية، في مقدمتها انشغال موسكو بأزمة أوكرانيا وتحفظ الصين عن التدخل المباشر في النزاعات الإقليمية.
في المقابل، يستمر مادورو في الاعتماد على الاستخبارات الكوبية، مع احتمالات لدعم من دول بوليفارية مثل كولومبيا وبوليفيا ونيكاراغوا.