تعذيب سبعة مواطنين.. القشّة التي ستقصم ظهر العلاقات السياسية والدبلوماسية اليمنية العُمانية

الرئيسية | سياسة | 06 يونيو 2024 09:58 م

يتوقع مراقبون، أن تحركات الحكومة اليمنية وردود الفعل تجاه قضية تعذيب سبعة مواطنين، ليست إلا القشة التي ستقصم ظهر العلاقة المتوترة بين الحكومتين، في ظل التخادم "العماني الحوثي" وانعكاسات ذلك على الملف اليمني.

حشد نت- تقرير خاص:

بعد تورط الجيش العماني تعذيب سبعة يمنيين بافراط بتهمة الدخول غير الشرعي، أجرت الحكومة اليمنية (المعترف بها) تحركات رسمية ظاهرها الدبلوماسية السياسية، وباطنها العتب والتوبيخ، سيما وحكومة السلطنة تورطت في أعمال عدائية كثيرة ضد الشعب اليمني وأمنه واستقراره.

والتقى سفير اليمن لدى مسقط “خالد بن شطيف” اليوم الخميس 6 يونيو/حزيران، المفتش العام للشرطة والجمارك وقائد شرطة عُمان السلطانية “حسن بن محسن الشريقي”.

السفارة اليمنية في “مسقط” قالت على حسابها في موقع فيسبوك، إن اللقاء بحث عددا من القضايا التي تهم المقيمين والعابرين اليمنيين في سلطنة عُمان، وتطوير إجراءات النقل بين البلدين.

وبينما ثمن السفير اليمني لدى عمان “ما تقدمه السلطنة لأشقائهم اليمنيين”،  وهو البروتوكول المتعارف به في اللقاءات الرسمية، أشارت السفارة اليمنية إلى أن المفتش العام للشرطة والجمارك وقائد شرطة عُمان السلطانية “عبر عن حرص بلاده على تقديم كافة التسهيلات لأشقائهم في الجمهورية اليمنية”.

ويتوقع مراقبون، أن تحركات الحكومة اليمنية وردود الفعل تجاه قضية تعذيب سبعة مواطنين، ليست إلا القشة التي ستقصم ظهر العلاقة المتوترة بين الحكومتين، في ظل التخادم "العماني الحوثي" وانعكاسات ذلك على الملف اليمني.

ويؤكد المراقبون لـ"حشد نت"، أن تقارير فريق الخبراء لدى الأمم المتحدة، وثقت مراراً تهريب أسلحة للحوثيين عبر عُمان، ولكن السلطنة قابلت ذلك بتجاهل، واستمرت في تسهيل عمليات التهريب، ما فاقم جوهر العلاقة وان لم يظهر ذلك علنا إلا مؤخراً.

ولم يستبعد المراقبون، ارتفاع درجة التوتر بين حكومة البلدين، خصوصا والسلطنة تربطها علاقة متينة بالجمهورية الإسلامية إيران، والأخيرة تُعد الحاضن الأكبر للحوثيين في اليمن، بل إنها تدير عملياتها العسكرية والاقتصادية والسياسية بشكل مباشر.

جريمة تعذيب

وكانت وزارة حقوق الانسان في الحكومة اليمنية، ادانت في اليوم نفسه، ما وصفتها بـ"جريمة تعذيب" تعرض لها سبعة يمنيين من قبل الجيش العماني.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” عن مصدر في وزارة حقوق الانسان أن الوزارة تابعت منذ اللحظات الأولى لواقعة التعذيب التي تعرض لها سبعة مواطنين يمنيين.

وقال المصدر إن المواطنين أفادوا “بأنهم دخلوا أراضي سلطنة عمان وتم القبض عليهم من قبل الجيش العماني، وتعرضوا للتعذيب وتم إرجاعهم بعد ذلك للأراضي اليمنية حيث تمكنوا من الوصول إلى مديرية شحن بمحافظة المهرة”.

وأضاف المصدر: “قامت الوزارة بتكليف مكتبها بمحافظة المهرة لمتابعة القضية، والإجراءات المتخذة من قبل إدارة أمن المحافظة، وتم مقابلة الضحايا وأخذ اقوالهم ومعاينة الإصابات الجسيمة التي تعرضوا لها وإثباتها في محاضر رسمية”.

وظهرت اثار التعذيب بأدوات حادة ساخنة على أجساد المواطنين اليمنيين، في صورة أظهرت مدى الوحشية التي تعامل بها المحققون في الجيش العماني تجاه أشقاء وجيران لهم.

وأكد المصدر في وزارة حقوق الانسان استمرار الوزارة في متابعة القضية حتى استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، حسب وكالة سبأ.

وأعرب المصدر عن “إدانة الوزارة الكاملة لتلك الجريمة، واستمرارها في متابعة القضية وحرصها على تحقيق العدالة وفقاً للقانون”.

تهريب أسلحة

وتورطت السلطنة بارتكاب جرائم عديدة بحق اليمنيين، منذ بداية الحرب التي اندلعت مطلع العام 2015م، يأتي في صدارتها تهريب عشرات شحنات الأسلحة والقطع التي تستخدم في التصنيعات العسكرية والحربية.

واعلنت وزارة الداخلية ضبطت الجهات الأمنية في جمارك المهرة، عديد شحنات في منفذ صيرفت الحدودي مع السلطنة، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.

وذكرت أمنية المهرة في سلسلة إفادات سابقة، أن الشحنات المضبوطة كانت قادمة من عُمان، في طريقها إلى مليشيا الحوثي، ما أثار حفيظة الحكومة والشعب اليمني، معتبرين التخادم الحوثي العماني مؤثراً على العلاقة الأخوية بين البلدين الجارين.

وتحظى القيادات الحوثية باهتمام خاص من السلطنة، حيث يقول ناشطون إن السلطات العُمانية تولي المتحدث باسم المليشيا الحوثية محمد عبدالسلام، اهتماماً وتجاوبا في مختلف القضايا التي يطرحها على طاولتها بشأن اليمنيين المهاجرين والعلاقة بين البلدين، كما لو أنه السفير اليمني لديها.