حشد نت:
تحتفل مليشيا الحوثي بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بقدر احتفائها بموسم جبايات هو الأضخم من حيث العائدات، موسم يمنحها مئات الملايين من الريالات من أموال اليمنيين بكل فئاتهم بما فيهم الجوعى والمعدمين.
الاحتفال بالنهب وليس بالمولد
لم يخف الحاج عبد السلام، من أبناء العاصمة صنعاء، حزنه الذي علا ملامح وجهه وهو ينظر إلى العاصمة وهي تتحول إلى اللون الأخضر، بقوة سلاح الحوثيين، لتحتفل المليشيات بـ"مولد النبي".
خلال السنوات الماضية، اعتاد عبدالسلام هذا المنظر الذي يصفه بـ "الكريه" وحولته مليشيا الحوثي إلى يوم ثقيل وصعب على اليمنيين لتحصد المليشيات الملايين من اقوات الجوعى، وليس يوم ميلاد الرسالة والسلام.
لا توجد رواية تؤكد أن يوم الاثنين 12 ربيع اول، بحسب التقويم العربي، هو يوم ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المؤكد أنه توفي في مثل هذا اليوم (12 ربيع أول سنة 11 هجرية.
تخدير الجماهير
من يتجول في صنعاء في مثل هذه الأيام التي تزعم مليشيا الحوثي أنه يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، يتساءل عن سر تضخيم جماعة الحوثي ليوم المولد النبوي الشريف، ليتبين ان الهدف هو مادي بحت وموسم للثراء، فهي مناسبة لا يختلف عليها اثنان، فتستغل مليشيا الحوثي تعاطف اليمنيين لإجبارهم على دفع المزيد من الأموال بحجة إحياء هذه المناسبة.
تجبر مليشيا الحوثي المواطنين والتجار والباعة وأصحاب السيارات بطلاء واجهات المنازل والمحلات والسيارات باللون الأخضر، كدليل على ابداء الفرحة في هذه المناسبة كما تزعم المليشيات.
لوحات إعلانية ضخمة، تتحدث عن هذه المناسبة، وفي زاوية اللوحة تنصب صورة زعيم الجماعة أو المؤسس الهالك، لتظهر المناسبة إلى دعاية للمليشيات وقياداتها وليس احتفاء بميلاد الني كما يزعمون.
مناسبة للترويج إعلامياً
يقول الباحث، ماجد القليسي، عن هذه المبالغة التي تبديها المليشيات بالمولد النبوي فهي تعتبر المناسبة أحد أهم المناسبات لتروج الجماعة لأفكارها محليا وتكتسب بها زخما إعلاميا وسياسيا، ولذلك كان الاحتفال بها لونا من الظهور بالمظهر الشرعي المتلبس بمحبة النبي".
يتابع القليسي حديثه بالقول: تسعى مليشيا الحوثي لنشر العقيدة الشيعية من خلال التذرع بحب النبي وآل البيت والارتباط بهم وهذا ما صنعه الأئمة من قبل".
صرف الأنظار عن الجرائم
من جهته يرى الصحفي والناشط ، محمد البدري، أن هذه الاحتفالات التي تقيمها جماعة الحوثي لها عدة أهداف من اهمها كسب وضمان ولاء البسطاء وصرف الأنظار عن جرائمهم وأفعالهم المخالفة لروح الاسلام.
وأضاف البدري، في حديثه لـ "الصحوة نت" من الأهداف أيضا نشر الفرقة بين اليمنيين واستنزاف خيراتهم، واشغالهم عن التفكير في المظالم التي ترتكب ضدهم علناً، والتفكير في ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المروعة، والتفكير في طريقة الخلاص من هذا الوضع السيء في ظل سيطرة المليشيات.
يضيف البدري للـ" موقع الصحوة نت" أن مليشيا الحوثي تستغل المناسبات الدينية وتحولها إلى دعاية سياسية بهدف التأثير على الجماهير وشيطنة خصومها والمعارضين لأفكارها الرافضين للانقلاب، كونهم لا يولون هذه المناسبات أي اهتمام كما تفعل الجماعة.
اتاوات ونهب
بحسب سكان محليين في العاصمة صنعاء، تستغل مليشيا الحوثي المناسبة لفرض مزيد من الاتاوات على التجار والمزارعين والمحلات التجارية وأصحاب المهن وصولا إلى الباعة المتجولين، بحجة تغطية تكاليف الفعاليات والأنشطة واللوحات الدعائية والحشود الجماهرية.
يُـقدر مختصون اقتصاديون أن اجمالي ما تحصل عليه مليشيا الحوثي من مبالغ يصل إلى مليارات من الريالات، تنفق جزء منها على الدعاية والألوان، في حين تذهب مئات الملايين من تلك المبالغ إلى جيوب قيادة المليشيات في صنعاء وصعدة.
يقول سكان محليون إنه على الرغم من فرض مليشيا الحوثي اتاوات إلا أنها تجبر التجار وأصحاب المحلات على طلاء محلاتهم وتركيب "الخرق" الخضراء، رغم دفعهم مبالغ مهولة.
كل تلك الزخرفة المهينة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشويه المنظر العام، بحجة احياء ذكرى المولد، في حين ان قادة المليشيات ينهبون رواتب الموظفين منذ سنوات، كما أنها لم تقدم أي مساعدة للمنكوبين من أبناء تهامة وذمار، جراء الفيضانات التي شهدتها مؤخرا تلك المحافظات مخلفة مآسي وخسائر بشرية ومادية.
احتفالات تثير سخرية اليمنيين
مناسبة "المولد" التي حولتها مليشيا الحوثي إلى موسم للنهب والسلب وفرض الجبايات، أثار سخرية اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قارن كثيرون ما تشهده اليمن من مآسي ومن ارتفاع في أسعار السلع الغذائية وكان مليشيا الحوثي تعيش في كوكب آخر.
تعيش آلاف الاسر المشردة بسبب الفيضانات، دون أدنى مقومات الحياة الأساسية من مأوى وغذاء، وكان الأولى بمليشيا الحوثي أن تنقذ هذه الأسر والنساء والأطفال من الجوع خيرا من هذه الزخرفة التي لا تمت للاسلام ولا للرسول صلى الله عليه وسلم بصلة.
فبطون الجوعى أحق بهذه الأموال لتشبعهم، وتنقذ حياتهم من موت لا يزال يحوم حولهم فهم يعيشون بالعراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء كما يقول ناشطون.
*الصحوة نت