حشد نت- متابعات:
تعمل مليشيا الحوثي على ابتكار وتطبيق العديد من طرق الإهانة والإذلال للموظف اليمني، ضمن مساع التطويع والتركيع، ومصادرة ما تبقى له من كرامة، حيث خرجت العصابة هذه المرة بعرض اظهرت فيه مجموعة من كبار الموظفين، في مشهد زحف مُهين..
أثارت صور متداولة مؤخراً سخطاً واسعاً، جراء ظهور موظفي الهيئة العليا للأدوية، ومن بينهم كبار السن، وهم يخضعون لتطبيقات وتدريبات ميدانية مهينة، تحت مسمى "التعبئة العسكرية" التي تنظمها مليشيا الحوثي.
وأظهرت الصور التي تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الموظفين وهم يُجبرون على الزحف في مشهد وصف بالمذل والمسيء.
وتأتي هذه التدريبات العسكرية القسرية في سياق الدورة المفتوحة التي تفرضها المليشيا على موظفي الهيئة، في إطار ما أسمتها بدورات "طوفان الأقصى"، حيث هددت المليشيا بفصل أي موظف يرفض المشاركة في هذه الدورات.
وعبّر الناشط أحمد الفهيمي عن أسفه أن "يصل حال الموظفين المدنيين إلى هذه الدرجة من الانكسار"، في حين وصف الصحفي سمير الصلاحي هذا السلوك بـ"العبودية والاستعباد"، لافتًا إلى أن هؤلاء الموظفين الذين يتعرضون للإهانة جميعهم "دكاترة وأطباء في الهيئة العليا للأدوية".
ويأسف عبدالعزيز الكميم للحال الذي أوصلت إليه مليشيا الحوثي موظفي الدولة، مشيرًا إلى أن الحوثيين "أهانوا وأذلوا الناس وجعلوهم مسخرة وأضحوكة"؛ بينما يرى محمد أحمد، في تدوينة على فيسبوك، أن ما يحدث إهانة للموظفين "والمصيبة أن من يتفرج عليهم ويتحكم بهم لا يحمل شهادة ابتدائية".
ويعيش مئات آلاف الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية قاهرة؛ نظرًا لاستمرارها في مصادرة رواتبهم وإجبارهم على العمل بالسخرة وإكراههم على التفاعل مع أنشطتها ودوراتها الطائفية، في ظل ملاحقة كل من يرفض الامتثال لأوامر مشرفي المليشيا.
وأثارت هذه الممارسات استنكاراً شعبياً واسعاً، خاصة بعد انتشار الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعت العديد من الأصوات إلى "ثورة كرامة" احتجاجاً على تلك الانتهاكات.
وتعكس هذه الأحداث حجم التوتر بين مليشيا الحوثي والمجتمع المدني، وسط مطالبات متزايدة بوضع حد للتجاوزات المتكررة التي تنتهك حقوق الموظفين وتستغل مواقعهم الوظيفية في خضم الأزمة التي تشهدها البلاد.