توتر متصاعد وتدهور غير مسبوق في الثقة.. الأمن الوقائي و الخاص لعبد الملك الحوثي يعلنان الاستنفار ضد عناصر حزب الله في اليمن

الرئيسية | أخبار وتقارير | 06 اكتوبر 2024 04:30 م

توتر متصاعد وتدهور غير مسبوق في الثقة.. الأمن الوقائي و الخاص لعبد الملك الحوثي يعلنان الاستنفار ضد عناصر حزب الله في اليمن

حشد نت - خاص

كشفت مصادر مقربة من قيادة مليشيا الحوثي الإرهابية، عن توتر كبير يسود العلاقة بين الحوثيين وعناصر حزب الله المتواجدين في اليمن، حيث باتت هذه العناصر معزولة تمامًا ومحل شك من قبل المليشيا، وتخضع لإجراءات أمنية صارمة.

ووفقًا للمصادر، منعت قيادة الحوثيين أي لقاء بين قياداتها وعناصر حزب الله، وفرضت قيودًا على تحركاتهم، مما يعكس تدهورًا غير مسبوق في مستوى الثقة بين الطرفين.

وبحسب المصادر ذاتها، قامت أجهزة الأمن الوقائي والأمن الخاص التابع لعبد الملك الحوثي بمصادرة جميع الأجهزة الإلكترونية التي بحوزة عناصر حزب الله، وفرضت عليهم إقامة أمنية مشددة، تشمل مراقبة دقيقة على مدار الساعة.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن عملية أوسع تهدف إلى إعادة تقييم مدى ولاء هذه العناصر، في ظل ازدياد الشكوك حول نواياهم.

وترجع الشكوك الحوثية إلى أن عناصر حزب الله دخلوا اليمن بتنسيق مباشر مع الحرس الثوري الإيراني، وهو ما بات يثير مخاوف الحوثيين من أن ولاءهم الرئيسي قد يكون لطهران وليس لصنعاء. وتعتقد قيادة الحوثيين أن هذا التنسيق قد يجعل من عناصر حزب الله واجهة لمراقبة العمليات الداخلية للحوثيين، أو حتى قناة لنقل المعلومات إلى القيادة الإيرانية دون علمهم.

ووفقًا للمصادر، فإن هذه التحركات تأتي في إطار حملة أوسع أطلقتها قيادة الحوثيين لإعادة فحص كل المعدات التقنية والعسكرية التي حصلت عليها من إيران وحزب الله خلال السنوات الماضية.

وتشمل هذه الحملة مراجعة الأجهزة العسكرية والاتصالات الحساسة التي تم استخدامها في العمليات العسكرية، والتأكد من عدم وجود برمجيات أو أجهزة تجسس قد تشكل تهديدًا لأمن المليشيا.

هذا التوتر المتصاعد بين الحوثيين وعناصر حزب الله قد يكون مؤشرًا على تغيير في التحالفات داخل محور ما يسمى "بالمقاومة"، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة، وتداخل المصالح بين الحوثيين وإيران، وعلى الرغم من أن حزب الله كان يلعب دورًا رئيسيًا في تقديم الدعم الفني واللوجستي للمليشيا الحوثية، إلا أن هذه التطورات الأخيرة تشير إلى أن العلاقات بين الطرفين تمر بمرحلة من الشك وعدم الثقة المتبادل.

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تأتي في وقت حساس بالنسبة للحوثيين، حيث قد يواجهون ضغوطًا غير متوقعة وكبيرة على جبهات القتال مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، إضافة إلى تحديات داخلية تتعلق بإدارة المناطق التي يسيطرون عليها،  كما أن التشديد على عناصر حزب الله قد يكون محاولة من عبد الملك الحوثي لتعزيز قبضته الداخلية ومنع أي اختراقات قد تؤثر على تماسك الجماعة.

خلفية حول التعاون العسكري

لطالما ارتبطت مليشيا الحوثي بعلاقات وثيقة مع كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، حيث تلقى المئات من مقاتلي الحوثي تدريبات عسكرية وتقنية متقدمة على أيدي خبراء من حزب الله. كما كان حزب الله يدير برامج تدريبية تهدف إلى تحسين قدرات الحوثيين في مجالات الاتصالات وتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة. ومع ذلك، يبدو أن العلاقات التي بُنيت على أساس الثقة قد تعرضت لانتكاسة، مما قد يُضعف الجبهة الحوثية في مواجهة الضغوط المتزايدة.

المراقبون يرون أن أي تدهور في العلاقة بين الحوثيين وحزب الله سيترك فراغًا كبيرًا، خاصة في الجانب التقني والعسكري، مما سيزيد من عزلتهم على الصعيدين الداخلي والإقليمي وقرب سقوطهم ونهاية سيطرتهم.