حشد نت- عدن:
كشف تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من مليون حالة مشتبه بإصابتها بمرض الملاريا وحمى الضنك في اليمن منذ مطلع العام الجاري، مما يعكس تحديات صحية كبيرة تواجه البلاد في ظل الظروف المناخية والمعيشية المتدهورة.
واوضحت المنظمة في تقرير صادر عنها يوم الإثنين، أنها تلقت بلاغات عن مليون و51 ألفاً و287 حالة اشتباه بمرض الملاريا، بالإضافة إلى 13 ألفاً و739 حالة اشتباه بحمى الضنك.
وذكرت أن هذه الأرقام تعد مؤشراً مقلقاً على تفاقم الأوضاع الصحية، لا سيما أن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، وفقاً لتقرير الملاريا العالمي.
وأوضحت المنظمة أن المناطق الساحلية الغربية لليمن تعاني بشكل خاص من تفشي هذه الأمراض، حيث ساهمت التقلبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة، في تفاقم انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل. وتشير البيانات إلى أن حمى الضنك، التي تتداخل أعراضها مع الملاريا، تمثل مشكلة صحية عامة رئيسية في تلك المناطق.
وأشارت المنظمة إلى أن تدهور خدمات الصرف الصحي أدى إلى تفاقم انتشار الأمراض المنقولة بالمياه. فالمياه الراكدة الناتجة عن الفيضانات أصبحت مواقع مثالية لتكاثر البعوض، مما زاد من حدة تفشي الأمراض، وخاصة في المجتمعات التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية.
ويُعد اليمن من بين ست دول في منطقة شرق المتوسط تحتوي على مناطق ذات معدلات انتقال عالية للملاريا، حيث تمثل تلك الدول غالبية حالات الملاريا في شبه الجزيرة العربية. وأكدت المنظمة أن السيطرة على انتشار هذه الأمراض تتطلب استجابة إنسانية وصحية عاجلة.
ودعت منظمة الصحة العالمية الجهات المعنية والمجتمع الدولي إلى تعزيز جهود مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل في اليمن. وأكدت أن تحسين خدمات الصرف الصحي وتوفير الرعاية الصحية للمناطق الموبوءة يشكلان خطوات أساسية للحد من انتشار هذه الأمراض وإنقاذ الأرواح.
تأتي هذه التحذيرات في ظل أزمات إنسانية وصحية متراكمة في اليمن، حيث يواجه السكان تحديات معقدة تتطلب استجابة شاملة ومستمرة.