حشد نت - متابعات
انتخب البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، منهياً فراغاً رئاسياً استمر لأكثر من عامين. وجاء انتخاب عون بعد حصوله على 99 صوتاً في الجولة الثانية من التصويت، في جلسة حضرها جميع النواب الـ128.
بعد إعلان النتائج، أدى عون اليمين الدستورية رئيساً للبنان، وأكد في كلمته أن البلاد تبدأ مرحلة جديدة من تاريخها. وشدد على التزامه بدوره كحكم عادل بين المؤسسات، مشيراً إلى ضرورة تغيير الأداء السياسي والاقتصادي لمواجهة الأزمات. وقال: "علينا جميعاً أن نكون تحت سقف القانون، بلا محسوبيات أو تدخلات في القضاء، ولا حصانة للمجرمين أو الفاسدين".
الجلسة بدأت بجولة أولى انتهت دون حسم، حيث حصل العماد عون على 71 صوتاً، فيما صوّت 37 نائباً بورقة بيضاء، واعتبرت 4 أوراق ملغاة. ولم يتمكن أي مرشح من الحصول على النصاب المطلوب وهو ثلثا الأصوات (86 صوتاً). في الجولة الثانية، اكتفى عون بالأغلبية المطلقة (65 صوتاً)، ليُعلن فوزه.
يأتي انتخاب عون بعد 13 جلسة برلمانية فاشلة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022. الفراغ الرئاسي الذي استمر لعامين يُعد الأطول في تاريخ لبنان الحديث، ما زاد من تعقيد الأزمة السياسية والاقتصادية.
انتخاب قائد الجيش جاء مدعوماً بتوافقات داخلية وإقليمية، حيث شهدت الأيام الماضية زيارات مكثفة لموفدين من الولايات المتحدة، والسعودية، وفرنسا، أبرزهم آموس هوكشتاين ويزيد آل فرحان وجان إيف لودريان، الذين أجروا لقاءات مع مختلف القوى السياسية.
الرئيس الجديد يواجه تحديات ضخمة، أبرزها إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة مع إسرائيل في جنوب وشرق البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 ونزع سلاح المجموعات المسلحة غير الشرعية. انتخاب العماد جوزيف عون يمثل بداية جديدة للبنان، وسط آمال بأن يتمكن من قيادة البلاد نحو الاستقرار والنهوض من أزماتها المتراكمة.