محمد الطوس.. عميد الأسرى الفلسطينيين يعانق الحرية بعد 39 عامًا من الأسر

الرئيسية | أخبار العالم | 04 فبراير 2025 05:10 م

محمد الطوس.. عميد الأسرى الفلسطينيين يعانق الحرية بعد 39 عامًا من الأسر

حشد نت- عدن:

بعد 39 عامًا قضاها خلف القضبان في السجون الإسرائيلية، استعاد محمد الطوس، المعروف بلقب "عميد الأسرى الفلسطينيين"، حريته، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته بعد أن أصبح رمزًا للصمود والنضال الفلسطيني.

اعتُقل الطوس عام 1985، ومنذ ذلك الحين كان شاهدًا على معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وجاء الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بعد عقود من الصبر والثبات.

في أولى تصريحاته بعد التحرر، استعاد الطوس تفاصيل السنوات الطويلة التي قضاها داخل الأسر، متحدثًا عن الظروف القاسية التي واجهها الأسرى الفلسطينيون، من سوء المعاملة إلى الحرمان من الحقوق الأساسية.

"الحرية لا تُقاس بثمن"

رغم مرور قرابة أربعة عقود داخل الزنازين، لم يفقد الطوس الأمل في الحرية. وقال: "لقد قاتلنا من أجل حريتنا وحرية شعبنا، والحرية هي حق إنساني لا يُقاس بثمن". وأضاف: "حتى بعد كل هذه السنوات، يبقى الهدف الأسمى هو تحرير شعبنا وأرضنا من الاحتلال".

وصف الطوس السجن بأنه "قيدٌ لا يُكسر بسهولة، حتى لو كان داخل فندق، فإن الباب المغلق يعني أنك محاصر". وتحدث عن سوء التغذية وظروف الاعتقال الصعبة، مشيرًا إلى أن الطعام المقدم للأسرى كان "سيئًا للغاية، لا يكفي لسد رمق الإنسان".

وأضاف أن الاحتلال تعامل مع الأسرى كأرقام لا كبشر، حيث تعرض كثيرون منهم للإهمال الطبي والتعذيب، مؤكدًا أن أكثر من 58 أسيرًا فلسطينيًا فقدوا حياتهم نتيجة التعذيب والحرمان من العلاج.

صمود رغم القمع

على الرغم من القمع الذي تعرض له الأسرى، إلا أن الطوس أكد أن الإرادة الفلسطينية لم تنكسر أبدًا. وقال: "إسرائيل أرادت أن نموت داخل السجون، لكننا قاومنا بكل الوسائل المتاحة، وحققنا إنجازات رغم قسوة الظروف".

ووصف الفترة الأخيرة في الأسر بأنها كانت الأصعب، حيث ازدادت الإجراءات القمعية بحق الأسرى، ما جعلهم يعيشون تحت ضغوط نفسية وجسدية هائلة.

من بين جميع لحظات الحرية، كانت أعظم لحظة للطوس هي معانقة أسرته بعد 39 عامًا من الغياب. وقال متأثرًا: "لا يمكن وصف الشعور بالكلمات، أن تعود إلى عائلتك بعد كل هذه السنوات، أن تعانق أبناءك وأحفادك، هو أمر يفوق الوصف".

في ختام حديثه، شدد الطوس على أهمية الوحدة الوطنية، معتبرًا أنها المفتاح لتحقيق الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني. وقال: "يجب أن نتوحد، لأن وحدتنا هي السبيل الوحيد لنيل حقوقنا وتحقيق دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

محمد الطوس، الذي دفع عمره ثمنًا للحرية، يعود اليوم ليكمل مسيرة النضال من خارج السجون، حاملًا رسالة الصمود والأمل، في انتظار يوم تتحقق فيه الحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين.