حشد نت- إب:
كشفت مصادر أكاديمية عن تدخل مباشر لمليشيا الحوثي الإرهابية في شؤون جامعة إب، وذلك من خلال حضور مسؤول كيان طلابي تابع لها في اجتماعات مجلس الجامعة، في انتهاك صارخ للوائح الأكاديمية واستمرار لنهج المليشيا في تسييس العملية التعليمية.
ووفقًا للمصادر، فقد عقد مجلس جامعة إب اجتماعه الدوري الثالث لهذا العام، لمناقشة قضايا متعلقة بسير العملية التعليمية، إلا أن الاجتماع شهد حضور أشرف القادري، مسؤول ما يسمى بـ"الملتقى الطلابي"، وهو كيان أنشأته المليشيا الحوثية للتحكم في شؤون الطلاب وتنفيذ مهام استخباراتية داخل الحرم الجامعي.
وأشارت المصادر إلى أن وجود مسؤول هذا الكيان الحوثي في مجلس الجامعة يشكّل سابقة خطيرة، حيث لا يشمل القانون المنظم للجامعات اليمنية أي تمثيل لمثل هذه الكيانات، مما يعكس مدى سطوة المليشيا على المؤسسات التعليمية.
وأكدت المصادر أن "الملتقى الطلابي"، الذي تديره المليشيا، لا يقتصر دوره على العمل الطلابي، بل يمتد إلى نشر الفكر الطائفي، والتجسس على الطلاب، وتنظيم دورات عقائدية وعسكرية لصالح الحوثيين، مما يهدد مستقبل التعليم الجامعي ويحوّله إلى أداة لتجنيد الطلاب بدلاً من صقل مهاراتهم الأكاديمية.
ومنذ أن فرضت مليشيا الحوثي سيطرتها على محافظة إب في أكتوبر 2014، تحولت الجامعة من صرح أكاديمي إلى ساحة مفتوحة لترويج الفكر الحوثي، عبر فرض مقررات تخدم أجندتها، وعقد دورات فكرية وعسكرية، في ظل رفض واسع من الأكاديميين والطلاب الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة القمع وسندان التجهيل الممنهج.
ويأتي هذا التدخل الأخير ليؤكد استمرار سياسة الهيمنة الحوثية على المؤسسات التعليمية، والتي تسعى لتحويلها إلى أدوات تعبوية تخدم مشروعها الطائفي بعيدًا عن الرسالة العلمية والتنويرية للجامعات.
