المظاهرات واعمال الشغب والتخريب في المملكة الأردنية لم تكن ابدا أعمال عفوية ولا حتى أعمال تخدم القضية الفلسطينية ونصرة اخواننا المحاصرين في غزة بل انها فوضى منظمة تقف ورائها التنظيمات والحركات الإرهابية المدعومة من اجهزة المخابرات الإيرانية وذلك بهدف ادخال الأردن والشعب الأردني في حالة من عدم الأمن والإستقرار وكل ذلك يصب في خدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة العربية الساعية إلى نشر الفوضى عبر خونة الأحزاب والحركات ثم ياتي دور تسليم البلد بقضه وقضيضه على طبق من ذهب للفصائل الشيعية الموالية للنظام الإيراني وليس عنا أحداث العراق واليمن وسوريا ببعيد.
حكاية المؤامرة الإيرانية ضد الأردن الشقيق حكاية قديمة بداءت تفاصيلها منذ سنوات وقد نشرت صحيفة الرأي الأردنية بعددها الصادر بتأريخ ٨-٧-٢٠١٥ تفاصيل المخطط الارهابي الايراني ضد الاردن حينها وقبل أشهر قليلة تحدثت وسائل الإعلام المختلفة عن إحباط الأمن الأردني لمؤامرات عديدة من قبل المليشيات الإيرانية المنتشرة على طول الحدود الأردنية السورية ومن ذلك إحباط تسلل العشرات من العناصر الإرهابية المسلحة بأسلحة ومتفجرات مختلفة الأنواع والأحجام كانت في طريقها للأراضي الأردنية إضافة إلى تفجير الجيش الأردني لسيارة كانت محملة بالأسلحة والمتفجرات وذلك أثناء تصديه لأكبر عملية تهريب عبر الحدود وبحسب بعض المصادر الإخبارية فقد اتهم مسئولون اردنيون مليشيا حزب الله اللبناني بإدارة العديد من عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات للأراضي الأردنية وسبق ذلك العديد من المحاولات الإيرانية التخريبية والتجسسية والاضرار بالأمن السياسي للدولة ومحاولة إيجاد موطئ قدم للروافض داخل المملكة الأردنية تحت مسمى السياحة الدينية وإنشاء الحسينيات وقد تحدث عن المخططات الإيرانية التخريبية العديد من المسؤلين الأردنيين على مدار سنوات عديدة.
الموأمرة الإيرانية ضد الأردن الشقيق لم تكن وليدة اللحظة ولكنها مؤامرة قديمة ويمكن معرفة ذلك من خلال مايسمى بالخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية او من خلال العلاقات الدبلوماسية المتوترة اصلا وذلك منذ قيام الثورة الخمينية في إيران عام ١٩٧٩ أضف إلى ذلك الحقد الإيراني الدفين على الأردن بسبب مساندته للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي أضف إلى ذلك التدخلات الإيرانية في الشؤون الأردنية والعربية ومحاولة إقامة مايسمى بمنطقة الهلال الشيعي الخصيب وتنامي الدور الإيراني في العديد من العواصم العربية وغير ذلك من الأسباب السياسية والعقائدية والفكرية والتاريخية والعرقية الأخرى.
الحقيقة والواقع أن المملكة الأردنية تتعرض اليوم إلى ابشع مؤامرة سياسية من قبل إيران وميليشياتها الإرهابية إضافة إلى أحزاب وحركات الإسلام السياسي المتحالفة مع الرافضة في إيران والمدعومة من الغرب لتنفيذ اجنده تخريبية تحت مبرر نصرة غزة وفلسطين وذلك إستكمال لمخطط الربيع العربي البائس في إسقاط الدول العربية الواحدة تلوا الأخرى ونشر الفوضى وتفكيك الجيوش العربية ومن ثم ادخال البلد في دوامة من الحروب الداخلية وأخيرا كما قلنا سلفا ياتي دور التسليم للمليشيات الإرهابية المدعومة من إيران والسيطرة على السلطة والثروة والقوة وهناك اهداف ابعد من ذلك بكثير وكثير جدا لا يعلمها إلا الله ثم الراسخون في العلم من اهل الفهم والإدراك والفطنة ولذلك قال الإمام الحسن البصري رحمه الله "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم واذا ادبرت عرفها كل جاهل".