في مشهد يوضح انحراف العدالة عن مسارها وتلاشي القيم الإنسانية، تشهد اليمن واحدة من أبشع الانتهاكات، حيث تم اغتصاب الطفلة جنات السياغي على يد مشرف حوثي يدعى أحمد نجاد، دون أدنى شعور بالمسؤولية أو احترام لحقوق الإنسان. وبينما كان يجب أن يتلقى الجاني العقاب الرادع على جريمته الشنيعة، اتجهت المليشيا الحوثية إلى حماية المجرم وإعادة توجيه الأمور لصالحه، في تجاهل تام للعدالة.
وبدل أن يُحاكم الجاني، تواجه عائلة جنات اليوم مزيدًا من الانتهاكات. فوالدها الذي يبحث عن العدالة لابنته بات ضحية للاختطاف والاعتقال، في خطوة تسعى فيها الجماعة الحوثية إلى الضغط عليه لقبول حكم جائر صدر عن محكمة تابعة لهم، تبرّئ المجرم وتلزم الأب بالصمت وتجرّده من حقه في محاسبة المعتدي.
هذه الجريمة تعكس الطريقة التي تستخدم بها الجماعة الحوثية سلطتها المزعومة للسيطرة على القضاء وإخضاعه لأجنداتها. فبدلاً من أن تكون المحاكم ملاذًا للعدالة وملجأ للضحايا، تحولت إلى أدوات تُستخدم لترهيب الأبرياء وإجبارهم على القبول بالظلم. ومن خلال اختطاف والد جنات، تُظهر المليشيا استعدادها لاتباع أبشع الوسائل لترسيخ هيمنتها، حتى وإن كان ذلك يعني هدم الأخلاق والقيم الأساسية.
26 / اكتوبر / 2024
- اكاديمية ودبلوماسية سابقاً