لطالما أحب الشعب اليمني “جراندايزر”، الشخصية الكرتونية الشهيرة التي جسّدت الشجاعة والقوة في الدفاع عن الحق، حيث ارتبطت في أذهان الأطفال اليمنيين بشجاعة المحارب الذي يتصدى للظلم. لكنّ الواقع اليمني اليوم يعيد تقديم نسخة جديدة من “جراندايزر”، وهي نسخة مزيّفة تمثل أكذوبة حوثية تروّج نفسها على أنها “بطولة” و”نضال” وطني، بينما هي في الحقيقة امتداد لحرب بالوكالة لا علاقة لها بحماية اليمن أو أهله.
الحوثي و”جراندايزر” الكذبة الكبرى
يتصدر الحوثيون المشهد بأسلوب “جراندايزر” الذي يبدو بطلاً ظاهرياً ولكنه في الواقع يحمل أجندات غير وطنية، يُستخدم لتنفيذ مصالح خارجية، مدعياً مواجهة “العدوان”، بينما تُدار هذه الحرب لصالح أجندة تتخطى حدود اليمن وتخدم مصالح طائفية وأجنبية.
كحال “جراندايزر”، الذي يأتي لمحاربة أعداء وهميين، يظهر الحوثي كمدافع عن الوطن في مواجهة قوى خارجية، لكن الحقيقة هي أن هذا الدور مصنوع لخلق بطولات زائفة وتضليل الرأي العام.
الدراما الحوثية: تسويق الأكاذيب وتصويرها كنضال
استغل الحوثيون عواطف اليمنيين عبر دعايتهم الإعلامية، مؤكدين على رواياتٍ بطولية تتحدث عن “المقاومة” و”السيادة”، لكن في الواقع هم مجرد أداة تستخدم لإبقاء اليمن رهينة. لقد تمكن الحوثي، بتوظيف خطاب وهمي عن “السيادة”، من خداع بعض الأوساط وإقناعها بأنّه يدافع عن حقوقها، بينما يعاني اليمنيون من أسوأ أزمة إنسانية ويُدفعون نحو الفقر والعزلة.
“جراندايزر” الحوثي وخيانة الشعب
تكمن خيانة الحوثيين للشعب اليمني في اختيارهم العنف كطريق رئيسي، واستخدام الأكاذيب لترسيخ سيطرتهم، مدّعين أنهم يمثلون إرادة الشعب. ولكن، كما هو حال “جراندايزر” المزيف، ينكشف الواقع يومًا بعد يوم ليظهر أن هذا “البطل” ليس سوى عميل بالوكالة، يمارس الكذب لتبرير سياسات تؤدي إلى تجويع الشعب وتدمير بنيته.
حرب بالوكالة وإفقار اليمنيين
من الواضح أن الحوثيين يخوضون حربًا بالوكالة تخدم أجندة إقليمية، متجاهلين تمامًا مصالح الشعب اليمني الذي يدفع الثمن الباهظ. هم لا يختلفون عن أبطال الكرتون الوهميين الذين يقاتلون لأجل مصلحة الآخرين، فيما يُدفع الشعب اليمني إلى ساحة المعركة ليصبح وقودًا لهذه الحروب التي لا تخدم إلا مصالحهم.
الشعب اليمني يستحق “جراندايزر” الحقيقي
يستحق اليمنيون بطلًا حقيقيًا، قائدًا يعكس شجاعتهم وصمودهم ويدافع عن كرامتهم بصدق وإخلاص، بعيدًا عن الأكاذيب والدعاية الكاذبة. يحتاج الشعب إلى قيادات تؤمن حقًا بالمستقبل اليمني وتناضل من أجل سيادته، لا أن تُخضعه لحسابات خارجية ووعود زائفة.
الحوثيون اليوم مثل “جراندايزر” مزيف، يختبئون خلف وهم البطولة، ويطلقون الأكاذيب ليل نهار لتصوير أنفسهم كمدافعين عن اليمن، بينما ينهبون خيراته ويبددون مستقبله. الفرق بين بطل الكرتون الحقيقي وهذا “الجراندايزر” الحوثي، أن الأول كان يقاتل من أجل العدل، بينما الثاني يخوض حربًا تخدم الوهم والطمع.
12/ نوفمبر / 2024
- اكاديمية ودبلوماسية سابقاً