حشد نت- تقرير:
دخل اتفاق غزة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيّز التنفيذ، الإثنين، مع إتمام المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، تزامناً مع لقاء سياسي رفيع جمع ترامب بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ، في لقاء يكشف عن بداية مرحلة جديدة من التحركات الإقليمية لإنهاء حرب غزة وإرساء السلام في الشرق الأوسط.
وأعلنت إسرائيل، الإثنين، إتمام الإفراج عن 1966 أسيراً فلسطينياً ضمن الصفقة التي رعتها واشنطن والقاهرة، في مقابل إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلياً من قطاع غزة تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت مصادر محلية إن حافلات تقل الأسرى المفرج عنهم غادرت سجن عوفر متجهة إلى قصر رام الله الثقافي، حيث استقبلهم المئات من ذويهم وسط مشاهد إنسانية مؤثرة.
وأوضحت وكالة "وفا" أن عدداً من المفرج عنهم من كبار السن ويعانون أوضاعاً صحية صعبة، مشيرةً إلى أن بعضهم أصيب بأمراض جلدية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون الإسرائيلية.
وجاء هذا التطور الميداني في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاءً مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ، لبحث الخطوات المقبلة من الاتفاق.
وقال ترامب خلال الاجتماع إن مصر لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق غزة، مشيداً بالسيسي بوصفه "زعيمًا قويًا"، مضيفاً: "المرحلة الثانية من اتفاق غزة بدأت، والعالم سيشهد الكثير من التقدم في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "القطاع في حاجة إلى عملية تنظيف وإعمار شاملة".
من جانبه، وصف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الأمريكي بأنه "الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة"، مؤكداً أن اتفاق غزة يمثل إنجازاً تاريخياً يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار.
وقال السيسي: "الأولوية الآن لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية وتسليم جثامين الرهائن لذويهم".
ويُعد الاتفاق الذي أُعلن عنه رسمياً في 29 من سبتمبر الماضي أول مبادرة سلام شاملة تنفذ على الأرض منذ عقود، حيث يقضي بوقف الحرب على غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع ودخول المساعدات الإنسانية، مقابل عملية تبادل للأسرى والرهائن على مراحل.
ويرى مراقبون أن مشهد شرم الشيخ وما تلاه من تحركات ميدانية في غزة ورام الله يعكس توازناً جديداً في معادلة النفوذ الإقليمي، بعد أن أصبحت القاهرة وواشنطن محورين رئيسيين في إدارة المرحلة الانتقالية لما بعد الحرب.
ويُنتظر أن تُستكمل المراحل التالية من الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، فيما تتجه الأنظار إلى الدور المصري المنتظر في ضمان تثبيت الهدنة والإشراف على إعادة الإعمار، وسط ترحيب دولي حذر وآمال بفتح صفحة جديدة من السلام في الشرق الأوسط.