حشد نت- عدن:
حذّرت منظمة الصحة العالمية من استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال في اليمن، بعد تسجيل ما يقارب 30 إصابة جديدة منذ مطلع عام 2025، معظمها في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وسط تدهور حاد في الأوضاع الصحية وتراجع حملات التطعيم.
وقالت المنظمة، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال (24 أكتوبر/تشرين الأول)، إن اليمن لا يزال يواجه انتشارًا لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط الثاني (cVDPV2)، مشيرة إلى تأكيد 29 إصابة جديدة هذا العام، معظمها في عشر محافظات تقع ضمن نطاق سيطرة الحوثيين، مقابل حالة واحدة فقط في المناطق التي تديرها الحكومة المعترف بها دوليًا.
وأوضحت المنظمة أن العام الماضي شهد تسجيل 187 إصابة في 15 محافظة، بينما بلغ إجمالي الحالات منذ عودة الفيروس عام 2021 نحو 451 حالة، مؤكدة أن استمرار انتشار الفيروس يشكل تهديدًا متصاعدًا للأطفال اليمنيين، لاسيما في ظل تزامن تفشيه مع أوبئة أخرى مثل الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد.
وشددت المنظمة على أن مكافحة شلل الأطفال في اليمن تواجه عوائق ميدانية ولوجستية خطيرة، أبرزها صعوبة الوصول إلى المجتمعات المتضررة وتعثر حملات التطعيم الدورية، داعية المجتمع الدولي إلى توفير الموارد العاجلة لتعزيز برامج التحصين ودعم النظام الصحي المنهك.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، سيد جعفر حسين، إن "القضاء على شلل الأطفال ممكن حتى في ظل الظروف المعقدة"، لكنه أكد أن ذلك يتطلب استثمارًا مستدامًا وتعاونًا فعّالًا من جميع الأطراف، وضمان وصول الفرق الصحية دون عراقيل.
ودعت المنظمة في ختام بيانها السلطات المحلية والجهات المانحة إلى إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال دون سن الخامسة، وتكثيف حملات التحصين الروتينية، مؤكدة أن اليمن يمكن أن يقترب من القضاء على الفيروس إذا تضافرت الجهود بشكل عاجل وتوفّر الدعم الدولي الكافي.