حشد نت- عدن:
حقق المدير الفني لإسبانيول مانولو غونزاليس قصة صعود استثنائية أثارت إعجاب الوسط الرياضي الإسباني، بعدما انتقل من مقعد سائق حافلة إلى قيادة النادي الكتالوني نحو دوري الدرجة الأولى الإسباني "الليغا" وتثبيت حضوره بين كبار المسابقة، حيث يحتل حاليا المركز الخامس في جدول الترتيب.
غونزاليس (46 عاماً) بدأ حياته المهنية بعيداً عن الملاعب، إذ كان يقود الحافلات بين المدن في رحلات يومية إلى برشلونة.
ورغم شغفه المبكر بكرة القدم، لم يُكتب له النجاح لاعباً، إذ توقف مشواره عند الدرجة الثالثة، قبل أن يتجه للعمل لساعات طويلة خلف المقود نهاراً، ليتابع شغفه مساءً من خلال التدريب.
وفي حديث لصحيفة "غارديان" البريطانية، قال: "أقصى ما وصلت إليه كلاعب كان الدرجة الثالثة. لم أكن أملك اللياقة ولا الذهنية المناسبتين. لطالما تمنيت أن أصبح لاعباً في الدرجة الأولى، لا مدرباً".
طوال ثلاثة عقود، شق طريقه بصبر بين المستويات الأدنى لكرة القدم الإسبانية، من الدوريات الإقليمية وصولاً إلى دوري "سيغوندا ب" للهواة، ثم "سيغوندا"، قبل أن يشق طريقه أخيراً إلى "الليغا". وبالتوازي مع ذلك، كان يوازن بين قيادة الحافلات صباحاً والتدريب مساءً، ويواصل دراسته للحصول على رخص التدريب ليلاً.
ويقول: "الناس يرون ما تحقق اليوم، لكنهم لا يرون آلاف الليالي خلفه".
بدأ غونزاليس مسيرته داخل نادي إسبانيول في يوليو 2023، حين تسلّم تدريب الفريق الرديف في الدرجة الرابعة. وبعد عام واحد، تولى مهمة الفريق الأول في الدرجة الثانية، محققاً سلسلة ذهبية من 12 مباراة من دون هزيمة، أعادت النادي إلى دوري الأضواء.
ورغم أن بقاء الفريق في "الليغا" لم يكن مضموناً، نجح غونزاليس في تحقيق ما يشبه المعجزة، ليتمكن الفريق هذا الموسم من احتلال المركز الخامس، في نجاح يسجَّل لمن عمل — كما يصف — عبر "أكثر من 10 آلاف ليلة من الجهد و30 عاماً من التدريب".
بهذه المسيرة الملهمة، بات غونزاليس مثالاً حياً على أن العمل الدؤوب والإصرار يمكن أن يصنعا أسطورة رياضية خارج إطار النجومية التقليدية.