حشد نت - قسم الأخبار
كلما فشلت مليشيا الحوثي الإرهابية، ووجدت نفسها في مأزق أمني أو استخباراتي، سارعت إلى تحميل المدنيين مسؤولية فشلها، ليظل المواطن اليمني الضحية الأولى لتلك المليشيا منذ أكثر من عقد من الزمن.
وفي بيان متلفز جديد، خرج علي حسين الحوثي، نجل مؤسس المليشيا الصريع حسين الحوثي، معلنًا ما وصفها بـ"عملية نوعية" لأجهزتهم الأمنية، قال إنها أسفرت عن ضبط "شبكة تجسسية إسرائيلية".
عقب البيان، بثّت المليشيا مقاطع مصورة لما زعمت أنها "اعترافات" لأفراد الشبكة، مدّعية ارتباطهم بـ"غرفة عمليات إقليمية" تضم الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية والمملكة العربية السعودية.
الصحفي فارس الحميري علّق ساخرًا على البيان الحوثي، مشيرًا إلى أن الاعترافات المزعومة امتلأت بتفاصيل سطحية وساذجة حول "الريموت" و"البلكة" و"خلاط القهوة"، في مشهد يفتقر إلى الجدية ويكشف هشاشة الرواية الحوثية التي اعتمدت على أسماء وهمية لا وجود لها سوى في حسابات التواصل الاجتماعي. وأوضح الحميري أن البيان الحوثي جاء بديلاً لآخر تم التراجع عن نشره، كان يتناول الغارة التي استهدفت قيادات حوثية بينهم رئيس حكومة الانقلاب، ومحاولة المليشيا إلصاق التهمة بالموظفين الأمميين، معتبرًا أن البيان المفبرك جاء ضعيفًا ومرتبكًا لتغطية الحدث الحقيقي.
مسرحية مفبركة لتغطية الاختراق
بحسب مراقبين، فإن البيان الحوثي ليس سوى نسخة مكررة من المسرحيات السابقة التي اعتادت المليشيا بثّها كلما واجهت انهيارات أمنية أو عسكرية داخل صفوفها، إذ بدت الاتهامات ملفقة وغير منطقية، وتهدف إلى صرف الأنظار عن تصاعد الغضب الشعبي والمطالب المتكررة بدفع الرواتب وتحسين الخدمات في مناطق سيطرتها.
وأثارت هذه الرواية الحوثية المفبركة حول ما أسمته بـ"شبكة التجسس" ردود فعل واسعة، وسط مخاوف من أن تلجأ المليشيا إلى ارتكاب جرائم وانتهاكات جديدة بحق المختطفين المدنيين، لتغطية فشلها الأمني والاستخباراتي المتفاقم.
نسخة مكررة تكشف حالة الفشل الحوثي
الصحفي عدنان الجبرني أكد أن البيان الحوثي الأخير، ومقطع "الاعترافات" المختصر بشأن ما سمته المليشيا "خلية الاستخبارات المشتركة"، لا يحمل أي جديد أو مفاجأة، مشيرًا إلى أنه تكرار ممل لإعلانات سابقة، مع اختلاف وحيد هو أن علي حسين الحوثي هذه المرة هو من تلا البيان، في محاولة لتقديمه كوجه بديل في المرحلة المقبلة.
بدوره، قال مستشار وزير الإعلام فهد الشرفي إن مليشيا الحوثي تعيش حالة تخبط وارتباك غير مسبوقة، على خلفية اختراق كبير لأجهزتها الداخلية وصراعات الأجنحة المتصاعدة. وأوضح أن البيان جاء ركيك الصياغة، خاليًا من أي معلومات حقيقية، ويهدف فقط إلى ترهيب المجتمع وتخوين المعارضين، في محاولة لإخماد الأصوات الرافضة للواقع المأساوي الذي فرضته المليشيا في مناطق سيطرتها.
مسرحية رديئة الإخراج
من جانبه، وصف الخبير العسكري العميد محمد الكميم ما بثّته المليشيا من اعترافات بأنها مسرحية رديئة الإخراج، وقال: "يكفي أن ترى وجوه المعتقلين المذعورين والاتهامات المتناقضة لتدرك أنها تمثيلية لا تُقنع حتى طفلًا في الصف الأول."
وأضاف الكميم أن البيان الحوثي لم يقدم دليلاً واحدًا حقيقيًا، بل اقتصر على اتهامات ملفقة ومصطلحات عامة، في محاولة لصناعة "إنجاز أمني وهمي" يغطّي على الفشل الأمني والعسكري المتصاعد، والانهيار الداخلي في صفوف الجماعة.
وأكد أن الهدف من البيان لم يكن كشف حقيقة مزعومة بل إثارة الخوف لإقناع الأتباع بأن المليشيا ما زالت تسيطر على المشهد، بينما الحقيقة أنها تعيش مرحلة انكشاف وارتباك غير مسبوقة.
واختتم الكميم بالقول: "كل ما جاء في بيان المليشيا استخفاف بالعقول، ومحاولة يائسة لتمرير أكاذيبهم تحت غطاء إنجازات أمنية، لكن اليمنيين اليوم أكثر وعيًا من أن تنطلي عليهم هذه المسرحيات الرخيصة، فقد أدركوا الحقيقة: مليشيا مأزومة تحاول شراء الوقت بالخداع والرعب."