"واشنطن بوست": إسرائيل تعزز نفوذها في جنوب سوريا بدعم سري للدروز بعد سقوط الأسد

الرئيسية | أخبار وتقارير | 23 ديسمبر 2025 07:30 م

يعول كثيرون في الإدارة الأمريكية والكونغرس على الشرع لإعادة الاستقرار إلى سوريا، مما قد يخفف التوترات الإقليمية

حشد نت- وكالات:

بعد تسعة أيام من سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بدأت مروحيات إسرائيلية في الوصول إلى جنوب سوريا في 17 ديسمبر 2024، وفقًا لتحقيق موسع نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

تضمنت الشحنات، التي شملت أيضًا منصات للمساعدات الإنسانية، 500 بندقية وذخائر ودروعًا واقية، تم إسقاطها جواً بشكل سري لتسليح ميليشيا درزية تُعرف باسم "المجلس العسكري"، كما أفاد مسؤولون إسرائيليون سابقون شاركوا بشكل مباشر في العملية.

وتهدف إسرائيل من خلال هذا الدعم إلى التأثير على مسار التطورات داخل سوريا عبر دعم "ميليشيات درزية حليفة"، سعياً لإضعاف التماسك الوطني السوري، مما يعقّد جهود الرئيس أحمد الشرع لتوحيد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية، بحسب ما صرح به مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون.

تدفق الأسلحة

يمثل هذا الدعم جزءًا من جهد طويل الأمد لدعم الدروز، وهم أقلية دينية تقليديًا لعبت أدوارًا مهمة في سياسات عدة دول في المنطقة. 

وقد شهد تدفق الأسلحة ذروته بعد اشتباكات بين مقاتلين دروز سوريين ومسلحين متحالفين مع الشرع، لكنه تراجع في أغسطس الماضي مع انتقال إسرائيل إلى مسار التفاوض.

ومع ذلك، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات إسقاط جوي لمعدات عسكرية غير فتاكة، مثل الدروع الواقية والإمدادات الطبية، لمقاتلين دروز سوريين، مما يعرقل قدرة الشرع على تركيز السلطة، وفقًا لقادة دروز في سوريا ومسؤول إسرائيلي سابق.

تقدم إسرائيل أيضًا رواتب شهرية تتراوح بين 100 و200 دولار لحوالي 3000 مقاتل درزي، في إطار دعم مستمر.

وأكدت "واشنطن بوست" أنها أجرت مقابلات مع أكثر من 20 مسؤولًا إسرائيليًا وغربيًا حاليًا وسابقًا، ومستشارين حكوميين، وقادة دروز وزعماء سياسيين في سوريا وإسرائيل ولبنان، مما أظهر تفاصيل الدعم الإسرائيلي للدروز السوريين، والذي تضمن أشكالًا من التعاون السري.

تسعى الاستراتيجية الإسرائيلية الشاملة منذ سقوط الأسد إلى ضمان عدم ظهور نظام قادر على تهديد إسرائيل على حدودها الشمالية الشرقية. ويشعر المسؤولون الإسرائيليون بأن واشنطن "ساذجة" في قبول تأكيدات الشرع بأنه تخلّى عن أفكاره المتطرفة.

تاريخيًا، تعود العلاقات الإسرائيلية مع الدروز إلى عقود طويلة، حيث لعبوا أدوارًا بارزة داخل إسرائيل، بما في ذلك شغل مناصب رفيعة في الجيش والحكومة، مما جعلهم حلفاء طبيعيين في سوريا.

توترات إقليمية 

تشكل هذه الديناميكيات مصدر توتر بين إسرائيل ودمشق، وكذلك بين إسرائيل وإدارة دونالد ترامب، التي اعتبرت دعم الشرع ركيزة أساسية في السياسة الإقليمية الأمريكية. 

ويعول كثيرون في الإدارة الأمريكية والكونغرس على الشرع لإعادة الاستقرار إلى سوريا، مما قد يخفف التوترات الإقليمية.

رغم عدم ثقتهم بالشرع، أبدت إسرائيل براغماتية عبر تقليص دعمها للدروز، وخفض الضغط العسكري، ومنح المفاوضات فرصة.

وأكد مسؤول حكومي إسرائيلي أن إسرائيل ملتزمة بأمن الأقليات وتدافع عن مجتمعاتها على الحدود، مع التأكيد على رفضها التعليق بشأن العمليات العسكرية.

يرى بعض المحللين أن استخدام إسرائيل المكثف للقوة العسكرية في سوريا، وجهودها السرية لتعزيز الانفصال الدرزي، قد تكون لها نتائج عكسية في وقت كان الشرع يبدو منفتحًا على تهدئة دبلوماسية.