حشد نت- تقرير:
أصبح خطر المواجهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أقرب من أي وقت مضى، بعد أن أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن جدلاً واسعاً باختياره التصعيد في هذا التوقيت، مما اعتبره البعض خرقاً للعقيدة النووية الروسية، ودفع العالم نحو شبح استخدام الأسلحة النووية.
أمام التصعيد الأمريكي، يبقى السؤال الأهم: هل سيلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الخيار النووي، أم أن هناك خططاً بديلة لتفادي كارثة عالمية؟
تصعيد حتمي
يتفق المحللون على أن "رد روسيا سيكون حاسماً". فتصعيد بايدن يُذكّر بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، لكنها تبدو اليوم أكثر خطورة. حينها، وقف العالم على حافة حرب نووية بسبب نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ في كوبا. أما الآن، فإن استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية لضرب الأراضي الروسية يُعد تهديداً أكثر مباشرة.
"المسألة لن تمر دون رد"، كما صرح مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، محذراً من أن دعم حلف الناتو للضربات الأوكرانية سيستدعي رداً قوياً من موسكو.
وتشير التقديرات إلى أن الرد الأولي قد يكون ضربة موجعة تستهدف قلب العاصمة كييف، وربما تشمل مواقع حكومية بارزة أو حتى نظام الرئيس فولوديمير زيلينسكي نفسه.
من جهته، أوضح دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، أن "لروسيا الحق في استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد كييف ومنشآت الناتو، أينما كانت"، ما يشير إلى احتمال تصعيد غير مسبوق.
كييف تستعد للأسوأ
في ظل هذه التوترات، أغلقت سفارات عدة أبوابها في كييف، من بينها السفارة الأمريكية، وسط تقارير عن استعداد روسيا لشن هجوم كبير. وترافق ذلك مع تحركات عسكرية لافتة، إذ انطلقت سبع قاذفات استراتيجية من طراز "تو-95" من قاعدة إنجلز، مما يعزز التكهنات بضربة روسية وشيكة.
سيناريوهات محتملة
وفقًا لـ"آصف ملحم"، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات في موسكو، فإن التصعيد قد يصل إلى مستويات خطيرة جداً، حيث تبدو احتمالات استخدام الأسلحة النووية أكثر واقعية من أي وقت مضى.
ويرى ملحم أن ضرب أوكرانيا بشدة قد يكون بداية لإعادة صياغة النظام السياسي فيها، وربما حل الجيش الأوكراني بالكامل، شبيهًا بما حدث مع اليابان في 1945.
ويعتقد ملحم أن روسيا قد تلجأ إلى استهداف بولندا أولاً، كونها تمثل نقطة أساسية في إمداد أوكرانيا بالأسلحة من خلال القواعد العسكرية.
وفي هذه الحالة، إذا نفذت روسيا هذا الهجوم، سيكون أمام الدول الغربية خياران: إما الرد العسكري، ما قد يدفع روسيا لاستخدام السلاح النووي، أو عدم الرد، مما قد يفضي إلى استسلام أوكرانيا وإعادة صياغة النظام السياسي في كييف.
هذا السيناريو، إن تحقق، قد يدفع الأطراف نحو مواجهة نووية شاملة، ما يضع العالم أمام كارثة لم يشهد لها مثيل.
وأمام هذا التصعيد المستمر والتوتر، يبقى العالم مترقباً للتطورات، وسط مخاوف متزايدة من أن يدفع هذا التصعيد الأطراف المتنازعة إلى نقطة اللاعودة، ما يجعل الحلول الدبلوماسية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.