حشد نت - قسم الأخبار
استيقظ قطاع غزة فجر الخميس على مجزرتين مروعتين ارتكبهما الجيش الإسرائيلي في شمال ووسط القطاع، أسفرتا عن استشهاد 69 فلسطينيًا وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
جاءت هذه الجرائم بعد ساعات فقط من استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار، مما أثار انتقادات واسعة لدعمها المستمر لإسرائيل في حربها على غزة.
تفاصيل المجزرة في بيت لاهيا
وأفادت مصادر طبية أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مربعًا سكنيًا قرب مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاد 66 شخصًا، بينهم أطفال ونساء. وأكدت المصادر أن الطواقم الطبية تعمل وسط ظروف كارثية على انتشال الضحايا وإسعاف الجرحى ميدانيًا بسبب نقص حاد في سيارات الإسعاف والمعدات الطبية.
شهادات على الكارثة
شهود عيان أكدوا لمراسل الأناضول أن القصف أدى إلى تدمير عشرات المنازل بشكل كامل، وألحق أضرارًا جسيمة بمنازل أخرى. وأشاروا إلى أن الأهالي يبذلون جهودًا يائسة لانتشال المفقودين من تحت الأنقاض باستخدام أيديهم ومعدات بدائية، في ظل غياب فرق الإنقاذ نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد.
وفي مدينة غزة، تعرض حيّا الزيتون والصبرة جنوب شرق المدينة لقصف مدفعي متزامن مع إطلاق قذائف دخانية. وفي النصيرات وسط القطاع، قُتلت ثلاث نساء جراء قصف استهدف منزلاً، بينما واصلت المدفعية الإسرائيلية استهداف مناطق متفرقة شمال النصيرات ومخيم البريج.
تأتي هذه التطورات في إطار حملة عسكرية واسعة ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بذريعة منع "حماس" من استعادة قوتها في شمال القطاع. غير أن الفلسطينيين يرون أن إسرائيل تسعى إلى تهجير السكان وتحويل شمال غزة إلى منطقة عازلة تحت وطأة القصف والحصار.
دعم أمريكي مستمر لإسرائيل
مساء الأربعاء، أحبطت الولايات المتحدة مشروع قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، بعد أن استخدمت "الفيتو" رغم تأييد 14 من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن. وتواجه واشنطن انتقادات متصاعدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، حيث يُتهم الطرفان بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 148 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ومئات آلاف المشردين، وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة.