حشد نت- متابعات:
قال زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، إن المقاتلين الأجانب الذين انضموا للهيئة خلال الحرب ضد الحكومة السورية قد يُسمح لهم بالحصول على الجنسية السورية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً.
ونقلت وسائل إعلام عن الجولاني قوله إن هؤلاء المقاتلين كانوا جزءاً لا يتجزأ من الحركة التي ساهمت في "إسقاط النظام السوري"، مشيراً إلى أنهم يستحقون التكريم والاحتفاء، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات الجولاني في وقت تشهد فيه الساحة السورية حالة من القلق الدولي المتصاعد، وسط مساعٍ من الهيئة لإعادة تقديم نفسها ككيان سياسي مقبول. ومع ذلك، حذرت الإدارة الأميركية السابقة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من أي توجه لرفع "هيئة تحرير الشام" عن قوائم الإرهاب.
وفي هذا السياق، كشف مصدر أميركي لـ"سكاي نيوز عربية" أن إدارة ترامب ضغطت على فريق الرئيس الحالي جو بايدن لعدم رفع تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية، محذرة من أن أي خطوة من هذا القبيل قد تُعرّض المنطقة لمزيد من عدم الاستقرار.
مواقف أوروبية حذرة
على الصعيد الأوروبي، شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، على ضرورة ربط أي مساعدات إنسانية أو اقتصادية لسوريا بضمانات سياسية وأمنية من الحكومة السورية.
وأضاف أن فرنسا ستستضيف اجتماعاً دولياً في يناير المقبل لمناقشة مستقبل سوريا بمشاركة شركاء عرب وأتراك وغربيين.
ويرى مراقبون أن خطاب الجولاني الأخير يعكس محاولات "هيئة تحرير الشام" لتغيير صورتها في أعين المجتمع الدولي. إلا أن الخبير في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، الدكتور حسان القبي، حذر من أن رفع الهيئة عن قوائم الإرهاب قد يُمهّد الطريق لتصعيد سياسي وعسكري جديد.
وأضاف القبي أن تواصل الغرب مع الجولاني بشكل مباشر يثير تساؤلات حول طبيعة الدعم المقدم لهذه الجماعات، خصوصاً في ظل توترات إقليمية ودولية متزايدة.
من جانبه، أكد الخبير العسكري العميد أحمد رحال أن الشعب السوري الذي عانى من عقود من الاستبداد الطائفي لن يقبل بديكتاتورية جديدة تحت غطاء الإسلام السياسي.
وأوضح أن السوريين يسعون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، بعيدًا عن التطرف أو أي هيمنة سياسية جديدة.
واختتم رحال حديثه بالتشديد على أن العملية السياسية المقبلة هي التي ستحدد مصير سوريا وهويتها، داعياً إلى احترام الحقوق المدنية لجميع مكونات الشعب السوري لضمان استقرار مستدام في البلاد.